بسم الله الرحمن الرحيم
تخيل حياتك، أو ما تبقى منها، يمر وأنت تعيش لتتمنى السوء لغيرك طوال الوقت، لترتعش غضباً حينما يأتي ذكرهم أمامك. لست أحب جميع الناس، ولكني لا أتخيل نفسي مشغول بهم أو أخطط وأنتهز الفرص طوال الوقت لأوجه إليهم الإهانات أو أسعى لسوء حظهم. إن هذا يضيع على الإنسان فرص كثيرة في حياته.
اليوم آخر يوم عمل قبل إجازة العيد. رغم أني جئت اليوم متأخراً إلى العمل، إلا ان الوقت مع ذلك شديد البطء. لست أفكر بيوم العيد بقدر ما أفكر بثاني يوم للعيد. اليوم الأول أغلب ظني أني سأنام فيه، لن أستقبل أحد ولن أزور أحد. في اليوم الثاني، أود أن أقنع أهلي بالخروج معاً إلى أحد أنشطة العيد إن شاء الله، إن لم ترفض أمي الخروج. وزعوا كتيبات كبيرة لأجل أنشطة العيد في الرياض، فضلاً عن المطويات. ويقال بأن الأنشطة ستطول لتوافق أيام العيد مع اليوم الوطني.
مر وقت طويل منذ أن عدت للكتابة هنا، اليوم هو الرابع. رغم أن المرء سيشبع نوماً في الإجازة، ولا يحمل هم الدوام غداً لينام أبكر مما يحب، إلا أني أعترف بأن إجازاتي لها جانب ممل يطغى غالباً على حسناتها. ماذا لدي لأفعل بوقتي؟. ربما الحسنة الوحيدة هي أني ارتحت نوعاً ما بعد شعوري بالإرهاق في الفترة الأخيرة، فأنا لم آخذ إجازة منذ أن حججت العام الفائت، والحج لم يكن إجازة حقيقية بما أني حجيت، صح؟.
أتساءل أحياناً، كيف يمضي معارفي الآن أوقاتهم؟ ورغم أني أتساءل، إلا أنه لحسن الحظ هم أكبر وأعقل من استخدام تويتر بالطريقة السخيفة التي يتقيد بها بعض الناس. تكلمت مع شاب يصغرني بكثير قبل فترة. وبدا أنه مزهو جداً بإشغال وقته على الانترنت على هذه الخدمات الحديثة. لست ضد هذه الخدمات بحد ذاتها، ولكني ضد استخدامها غير المجدي والتافه. لست أتخيل أني آتي على ذكر أي شيء أقوم به بالدقيقة مهما بدا تافهاً ثم أتوقع من الآخرين الاهتمام. كما تلاحظون، لدي حساب في موقع شبيه بتويتر، جايكو، ولكني من النادر أن أضيف إليه شيء، فليس كل شيء يستحق الذكر، وليست كل شاردة أو واردة مثيرة للإهتمام. أحب استخدام تويتر وأؤيده حينما أتابع من خلاله مثلاً أحداث مهمة، كمعرض، أو أخبار مهمة لحساب شركة تهمني مثلاً، ونفس الشيء ينطبق على فيسبوك، رغم عدم وجود حسابات لي على الخدمتين. الكثير من الناس الذين لا يتمتعون بأحداث أو أفكار مهمة في حياتهم، ولا يتمتعون بموهبة خلاقة في التواصل والكتابة لجأوا إلى التدوين المصغر حصراً كما أتخيل. بعض الأشخاص المهمين أنشأوا صفحات خاصة على الفيس بوك، مثل وزير الإعلام، ويقول بأنه استفاد من المقترحات التي وصلته، قدرت هذه النوعية من الاستخدام. أشاهد في معظم الأحيان أشخاص يضعون في مدوناتهم شارات أنيقة تقود إلى حساباتهم الاخرى في فيس بوك وتويتر ويوتيوب وغيرها من الخدمات، وأتساءل إن كانوا حقاً يستفيدون من هذه الخدمات؟ وأي الخدمات تأخذ حقها من الاستخدام ويستفاد منها إلى الحد المرضي؟ وهل عدم التخصص المفرط هذا ليس أكثر من استعراض ضار؟ لا يعطي أي مجال حقه الكامل؟. طبعاً أنا أنتقد هنا الافراد، وليس المؤسسات والشركات ذات الفرق التي تهتم بهذه الشئون. هؤلاء الأفراد غالبهم لا يكتبون شيء لفترات طويلة في مدوناتهم التي تعتبر قاعدتهم الرئيسية على الانترنت، وحينما يكتبون فهم يكتبون نصوص قصيرة جداً وغير مفيدة على الأغلب، إذا، هل الأمر هو مجرد حب التملك رغم مجانية كل هذه الخدمات؟ أم حب الاستعراض؟ أم حب التجريب؟. بشكل عام، أعتقد أن الأمر أيا كان، فهو بالتأكيد يتعلق بجانبه الأكبر بركوب موجة تجتاح الغرب، لمجرد ركوبها في الأغلب الأعم.
ذهبت قبل بضعة أيام إلى مكتبة في طريق الملك عبدالله. وهي بقرب الممشى المعروف. الآن تسمى مكتبة الكتاب، هكذا فقط. كان اسمها المكتبة التراثية، وكان موقعها في حي القدس على الطريق الدائري الشرقي. وهي معروفة بأنها تعرض كتب لا توجد في مكان آخر، كتب غير مفسوحة، وحتى كتب ممنوعة أحياناً على ما سمعت. ومقارنة بها، يمكن للمرء أن يرى إلى أي حد المكتبات الشهيرة مثل جرير والعبيكان مكتبات تافهة ومملة وسخيفة من حيث الكتب التي توفرها. لم أذهب إلى هذه المكتبة كثيراً، لماذا؟ لأني غالباً أنسى وجودها أصلاً. وقد تذكرتها في لحظة يأس من إيجاد كتاب يستحق القراءة، بعد الكثير من الكتب الرديئة التي قرأتها في الفترة الطويلة الممتدة. ذهبت إلى المكتبة، واتجهت إلى قسم الروايات، وذكري لتوجهي مباشرة إليها يجعلني أتخيل بعض الأعين المستهجنة التي تقرأ الآن، المهم توجهت إليها، ووجدت هناك الكثير مما يثير اهتمامي، الكثير الكثير. ولكن، وجدت أني خامل الهمة، لا أدري لماذا لا أشعر برغبة بالقراءة، رغم خروجي طوال الفترة الأخيرة بحثاً عن كتاب جيد. فاجئني خمولي، فاجئني الشعور العارم بعدم الرغبة بأخذ شيء، وعدم الشعور بالارتياح تجاه الكتب المشجعة عناويناً وكتاباً، أمامي. فكرت بما يختلج في نفسي، ما الذي يحدث لي؟!. وحاولت إيجاد تفسير للأمر. وبعد تفكير ملي اكتشفت العلة: لقد أفرطت بالقراءة للروائيين العرب مؤخراً، فأصبت جراء تفاهتهم وردائتهم بمرض في فكري وعلة لم آلفها، بما أني لم أحبهم طوال عمري ولم أطلع كثيراً على ما يكتبون، سوا مؤخراً حينما تعاطفت وقررت أن أعطيهم فرصة وأدعمهم، فأضريت بنفسي. فكرت بأني يجب أن أشتري كتب جيدة الآن، لكتاب حقيقيين، غير عرب، لأصحح المشكلة. أمرضوني بإنتاجهم السقيم.
من جهة أخرى، وقعت لحسن الحظ على خبر في قارئ قوقل الخاص بحسابي يتحدث عن كاتب أنزل رواية على الانترنت على موقع مصمم للتصفح المريح لأجهزة الجوال، وهو يحاول نشر روايته بطريقة مبتكرة: بصنع باركودات QR وطباعتها على ملابس وتوزيعها. هذا الخبر يهمني من أكثر من جهة. أولاً، أريد الاستفادة من جوالي العتيق بقراءة شيء، ثانياً، الموقع الذي يستضيف الرواية مثير للاهتمام، لأنه يتيح لأي أحد إعداد موقع سهل وملائم لمتصفحات الجوال، ثالثاً، نشر رواية بهذه الطريقة مثير للاهتمام، فأنا متابع بقدر ما أجد من معلومات لهذه الطريقة الجديدة بالنشر، رابعاً، أنا من عشاق الباركود وأموره، وأرى فائدته الكبيرة في المستقبل القريب، خصوصاً مع تقدم كاميرات الجوالات، وكون صنع الباركود متاح للكل ومجاني، والجوالات الحديثة منذ سنتين أو أكثر وهي قادرة على قراءة الباركود، مثل N95 ، وما لا يحتوي البرنامج يمكن تحميله على في معظم جوالات الجافا حتى. يرى الناس قارئ الباركود في جوالاتهم ولكن لا يعرفون كيف يستخدم هذا البرنامج مع ماذا، فهو غير دارج لدينا، رغم أنه أصبح مألوف جداً في بعض الدول. هو لا يقرأ الباركود خلف المنتجات العادية، ذلك الذي يحدد السعر. عموماً، بدأت بقراءة الرواية، وهي جيدة جداً حتى الآن. وفي الانتظار في المستوصفات تقطع الوقت حقاً. لهذا أرى مستقبل جيد لهذا النوع من الخدمات هنا، حيث الانتظار يطول أكثر من أي مكان آخر على ما أعتقد.
ذكر الكاتب فهد الأحمدي عبارة غريبة في مقاله المعتاد في جريدة الرياض، قال بأن العلمانية هي الحل الأمثل للمتدينين كونها تسمح لهم بحرية ممارسة عباداتهم في المجتمعات. عمم قوله على نحو غريب، ولا أتجاوز الحد لو قلت على نحو غبي، فهل تنقصهم هذه الحرية هنا مثلاً.
يبدو أن الأشياء التي أرغب بشرائها، أو قد أجد نفسي مضطر لشراءها، قد بدأت تتكاثر. كمبيوتر جديد، ربما، لو لم يعتدل أمر جهازي الحالي. وربما جوال جديد، لو نزل اللون الأبيض من السامسونق الجديد، وربما ساعة جديدة، لا زلت متردداً بسبب سعرها الذي لا تستحقه كونها من ماركة غير معروفة، لكن مضمونة مدى الحياة، و هي مميزة جداً، ذات محرك مختلف عن أي ساعة موجودة. هي عبارة عن اسطوانتين فوق بعضهما، اسطوانة للساعات والأخرى للدقائق، يدون حولها مؤشران. بالنسبة للحاسب، فلدي أكثر من سبب للتفكير بجديد. الجهاز صار بطيئاً ولا يعمل أحياناً إلا بعد عدة محاولات، مما يجعلني أتركه على وضع الاستعداد طوال الوقت، مع أني أحاول أن لا أسرف بالكهرباء بطبيعتي. المهم أن الجهاز أيضاً لم يعد يصلح للعمل خارج المنزل بشكل مريح، فبطاريته منذ زمن بعيد لا تشغله لأكثر من ساعة بالكثير، ولست أجد مقبس كهرباء دائماً في المقاهي أو المطاعم. فكرت بشراء نتبوك، الأجهزة الصغيرة الجديدة محدودة الإمكانيات، ولكن أكثرها يأتي بنظام ويندوز اكس بي، الذي سيتوقف دعمه بعد فترة قصيرة. أفكر بجهاز لينوفو، لابتوب، لكني سأتريث حتى تنزل ويندوز7. ربما في وقت لاحق أشتري جهاز نتبوك بنظام جوجل كروم الجديد. أتوقع أن تكون الأجهزة مختلفة كثيراً كون النظام نفسه مختلف بفكرته، ستكون أجهزته على ما أتصور ثورية ومختلفة عن الأجهزة الأخرى.
لا زلت أرى أحلام عن الدكتور المشرف من عملي السابق. ودائماً ما أرى نفسي أعمل معه بشكل مباشر، وكأنما عدت إلى هناك، وصرت موظف لديه هو فقط. أجد تكراره في أحلامي غريباً. ماذا هناك؟. حينما شارفت على المغادرة من هناك، شعرت بأنه هو الخسارة الأكبر، ولكني لم أعد أفكر بالخسائر كثيراً. تلك الوزارة، مليئة بالذكريات السيئة. في الأدارة الأولى التي عملت بها، حكيت كل شيء عنها في تدويناتي الأوليات، رأيت إلى أي حد يمكن أن يستغل الموظف ويعامل بسوء. كان الوكيل هناك إنساناً وضيعاً حقاً، لا بارك الله فيه ولا وفقه. تمكن زميل آخر من الانعتاق من إدارة هذا الوكيل، وجاء إلى نفس الإدارة التي انتقلت إليها. لم تكن لي علاقات هناك في الإدارة الأولى، وفي الإدارة الثانية كنت أكثر انفتاحاً على الآخرين. أمكن أن نتعارف على نحو أفضل أنا وهذا الرجل. أخبرني بأنه علم بما جرى في المرة التي استدعاني بها الوكيل واختلفت معه وهددته بالفضح ضمنياً. سألته من أخبره؟ فقال بأنه مديرنا المباشر السابق، وهو شخص طيب ظاهرياً، ولكن علته أنه يحسب الطيبة ظاهرية فقط، لأنه كان دنيئ هو الآخر داخلياً. لقد وجه الوكيل إليه الإهانات ليثبت لي قوته أثناء خلافنا، ورغم ذلك لم يرد المدير، تساءلت إن كان حكى هذا أيضاً للزملاء الآخرين؟ لا أظن. قال بأنه أخبره بأن الوكيل خاف من تهديدي، وحاول تهدئة الأمور، ووقف لتوديعي بنهاية اللقاء، وأني رددت على توديعه ببرود. بدا وكأنه يشعر بالنشوة لما قمت به، ولكن ما الفرق؟ لا زال الخسيس يظلم الآخرين ويؤذيهم. الغريب هو، أني قبل قليل قابلت أحد الزملاء من تلك الإدارة، رجل كبير، ولكنه ليس من النوع الذي قد أسأله كثيراً عن أحواله. المدير المباشر هناك، لم يصبر بالنهاية، وحاول الهروب من الإدارة بقدر الإمكان. صح النوم، كيف رضي لكرامته أن تهان طوال تلك المدة. مع أني أحمد الله أني افتكيت منهم، إلا أني أشعر بحزن عميق. أحزن لأني أعلم بأنه لا يصل إلى المناصب العلياً إلا الحقراء، الأنذال والقساة، أن لا أمل للطيبين إلا بحالات استثنائية جداً، كمديري الحالي، والدكتور المشرف، ومديري السابق هناك في الإدارة الثانية، وإن كان جدل الآخرين حوله أصخب. أما ذلك المدير الذي يتعرض للإهانات ويصمت، رأيته عدة مرات بعدما انتقلت من إدارته، وكان يسلم بودية. لم أغير معاملتي له، لأنها كانت منذ البداية محدودة ومتحفظة. في أوقات لاحقة صار يأتي إلى فرع الوزارة الرئيسي كثيراً لينتقل من عند الوكيل الخسيس، كنت أحاول أن أتفاداه، لم أشعر باحترام تجاهه. ولكن مع ذلك، كنت أسلم عليه بأدب حينما ألتقيه، ولم أتكلم للناس عنه. صادفته قبل يومين في جرير، مع ابنه، صبي مراهق له ملامح أقرب للشامية مثل والده، كان الصبي يريد أن يصل إلى الرف الذي أقف أمامه، بينما والده حينما التقت عينانا صد بسرعة، وحاول تأخير ابنه عن القدوم إلي، وهو يتلهى ويستفسر من الموظف، وكلما أراد الإبن التحرك إلى حيث أقف أوقفه والده مع استغراب الابن، فتلتقي عينينا عدة مرات وهو يتصدد بإحراج غير مفهوم. أرحته سريعاً، إذ مضيت، دون أن أخفي ازدرائي الصامت لموقفه. عجيب كيف أنه يعلم بأنه هو من أضر بي وصعب الأمور علي، وضيق علي في أوقات بأقصى ما يستطيع، والآن، يتجنبني. حينما كدت أن أتركهم كان يحاول جاهداً أن يترك انطباعاً جيداً لدي بعد حصاره لي، وحتى بعدما انتقلت وقابلته مرتين أو ثلاث حاول ذلك، ولم أتصرف بجفاف، وإن لم أتصرف وكأننا أصدقاء بطبيعة الحال، على أنه كان يبدو أن شيء كهذا هو ما يريد أن يرى، أن يرى أني لم أشعر بشيء مما قام به.
نفس الصديق الذي أحضر لي تلك الميدلية من الهند كهدية، التي وضعت صورتها في تدوينة سابقة، أحضر لي هذه المرة عطراً من هناك. هذه المرة الثانية التي أحصل فيها على عطور هندية. ولكن العلبة هذه المرة مكتوب عليها باللغة العربية، وتغليفها أجود. عطورهم لا ترش ولكن تدهن من خلال كرة في أعلى الزجاجة. روائح عطورهم عموماً قوية جداً على نحو غير مألوف، وهي جيدة ولكن غير معتادة، ولا يعرف المرء ماذا تشبه رائحتها من الأمور الطبيعية. شممت في وقت سابق عطر أفريقي، أحضره طالب لزميل لنا قبل فترة طويلة، ولكنه لم يستخدمه. رائحة العطر من أغرب الروائح التي مرت علي في حياتي. حينما تشمها ستعلم بأنها عطر، ولكن لا أتوقع بأنك ستريد أن تضع هذه الرائحة على نفسك. ليس لأنها سيئة، ولكنها غريبة جداً، وقد تبدأ بالتساءل بعد لحظات من وجودها حولك إذا ما كانت عطر أو رائحة مؤذية مجهولة. فهي رائحة حادة على نحو لا يصدق، نفاذة إلى حد مزعج. المستكى السوداني يعطي فكرة بسيطة عن هذه الرائحة، ولكن بطبيعة الحال المستكى ليس مؤذي أو نفاذ بشكل زائد عن الحد، ولا يلحقه شك من ناحية عطريته وإن لم يفضله السعوديين.
أحضر لي طارق كذلك شال شتوي منسوج يدوياً من الهند، تشادور، كالذي يلبسه الباكستانيون، لكن الشال مصنوع من الحرير، لا يمكنني لبسه، لذا أعطيته لأمي. لدي واحد صوفي جميل ألبسه بالشتاء.
انقضى رمضان قبل فترة الآن. لكني لا زلت أفكر بالأناشيد السخيفة على إذاعة الام بي سي. يسمعون بالمعنى الإسلامي للأناشيد. كيف تمتدح النبي عليه الصلاة والسلام مع وجود أدوات موسيقية محرمة؟ أعني أن ذكر النبي ليس عارضاً كما قد يحصل في أغنية، لكن القصيدة كلها حوله، أو حول الله سبحانه. ناهيك عن الكلمات السخيفة جداً. وجدت ان الأسخف مع ذلك هو مجهود عائض القرني ومحمد عبده. كلمات مصفوفة بلا معنى عميق، محاولة رديئة في مجال ليس مجال الشاعر، لا أتفهم محاولة شخص من عسير في الشعر الشعبي خارج نطاق منطقته. كانت اللحظات الأكثر سخافة حينما يساهم عائض بصوته، فيبين النطق الجنوبي في قصيدة يفترض أنها بلهجة أناس آخرين، فيبدو الأمر غير مقنع حقاً. لماذا لم تكن القصيدة باللهجة الجنوبية؟ وحول البيئة الجنوبية؟ لكان الأمر أفضل بكثير. لا يعجبني غرور عائض أيضاً، وغضبه من منتقديه. هو ككل لا يعجبني وسبحان الله.
التعب، إلى أي حد يمكن أن يغير المرء؟ يغير مواقفه من الناس؟ ومن نفسه. فكرت بهذا تجاه دكتور باكستاني طيب، درسني في الكلية، وعلاقتي فيه طيبة حينما عملت في الجامعة. تعرض لمشكلة صحية شديدة، وخضع لعملية صعبة. كنت قد ساعدته بإجراءات عائلته حينما كان يرقد بالمستشفى، وكانت علاقتنا على أفضل ما يكون. لم يشفى بسرعة، ورغم مرور ما يقرب السنة، اعتقد أنه لا يزال يعاني، فلا يزال شكله مصبوغ بالمرض. لاحظت بأنه صار يتجاهلني، لا يود أن يسلم، ولم يعد بالنشاط المألوف على المستوى الإجتماعي والتواصلي. وظل هكذا لمدة طويلة، يحاول أن يتظاهر بأنه لم يرني حينما أصادفه في الأماكن الأخرى بالجامعة، كالبهو أو بالطريق للصلاة في كلية الآداب. بالبداية استغربت، ولكن يصعب الغضب أو الشعور بالظلم تجاه شخص متعب ومريض إلى هذا الحد. فكرت بأنه ربما، حسب التعبير الدارج، فقط ما له نفس، لا يجد رغبة بشيء، ويمل من تبعات الأمور بسرعة، ربما يخاف أن السلام لن يتوقف عند المصافحة ثم الذهاب، أو قد يحمله الأمر على الابتسام وهو لا يستطيع. قررت أن أتركه في حاله، مع الاستعداد دائما لتغير رأيه ورغبته بالسلام. صرت أتحفز بصمت حينما أراه، ولكن بلا جدوى، طال الأمر دون أن يتغير موقفه. ولكني صدقاً لم أغضب، لأني أعرف بأنه لا يقصد النفور. قبل فترة، كان في مكتبنا، وهو لم يعد يسلم حتى هناك، على أي أحد، ولا يتبادل الكلام كثيراً، فقط يمتلئ وجهه بالتعب والسأم. مررت إلى جانبه، وأنا كنت قد يأست من سلامه، فكرت بأنه ربما اكتشف مع الوقت أن عدم السلام أريح. فوجئت به يستوقفني ببشاشة، ويسألني عن حالي باهتمام، ويتكلم بود أكثر مما عهدته منه، رغم أنه ودود جداً بالأصل. كان من الواضح أنه يريد أن يعود للسلام. فرحت بالواقع، لأني ظننت بأن صحته تحسنت أخيراً، رغم أن شكله لا زال متعباً وشاحباً. لست أحب التسرع بالحكم على الناس، إلا حينما يكون الأصل بطبيعتهم اللؤم كأغلب الدكاترة السعوديين. إن حسن الظن بهم كسقيا زرع محترق من الأساس.
هذه للأخت شذا العتيبي، طريقة عمل صينية البطاطس المهروس واللحم والفطر:
1- خمس حبات بطاطس تسلق مع ملح وتبشر (تهرس) ثم تخلط مع ملعقة جبن سائل أو ملعقة قشطة + رشة فلفل.
2- يحمس بصل مع قطع من صدر الدجاج (أو اللحم،، أنا أفضل اللحم على فكرة) والبهارات لمدة 10 دقائق.
3- يضاف الفطر المقطع إلى الدجاج والبصل ويقلب لمدة 5 دقائق أخرى، ثم، حسب الرغبة، يضاف الفلفل البارد المقطع صغير جداً، ثم الملح ثلث بيالة أو حسب الرغبة من صلصة الصويا، وأخيراً يضاف علبة قشطة.
4- توضع الخلطة في الخطوة 3 في صينية ويكور البطاطس المهروس كور ويرص فوقها.
5- يسخن 200 مل من قشطة الخفق+مكعب ماجي ثم يرش فوق البطاطس. ثم يضاف على الكور جبنة موتزاريلا.
6- توضع في الفرن إلى أن يسيح الجبن.
أتمنى أن تعجبكم كما أعجبتني
ملاحظة: توجد الوصفة كذلك في كتاب أم عبدالعزيز للطبخ، وهي باللحم أطيب بكثير، برأيي أنها باللحم تعطي طعم ستيك بوجود الفطر.
غيرت رقم جوالي أخيراً. حدث هذا في نفس اليوم الذي اتصل فيه الدكتور الذي لا أحب من الوزارة، على أنه لم يكن السبب الوحيد لتغيير الرقم. كنت منذ زمن بعيد وأنا أطرح فكرة تغييره دائماً، منذ زمن الأصدقاء. تأتيني إزعاجات من وقت إلى آخر، كما أني أود أن أنتقي من يعرفون رقمي من جديد. وفي الوزارة، وبعد إزعاج الدكتور المستمر لي، واتصاله حتى في منتصف الليل ليسأل عن عمل لا يقوم بشيء منه، شعرت بالحصار النفسي الشديد، ولهذا مع الأسباب الأخرى الكثيرة التي تجعلني أنفر بشكل عنيف من هذا الدكتور، قررت أن أغير رقمي حالما أخرج من الوزارة. بيد أن هذا تأجل كثيراً، مع الشعور بالأمان والطمأنينة في الجامعة. استيقظ الأمر برؤيتي للدكتور مرة أخرى، ولكنه نام. الاتصال الأخير، لم أجاوبه، اتصلت لاحقاً ولم يجاوبني، ولما نظرت وجدت أنه اتصل من هاتف مكتبه الأرضي في الوزارة، قبل صلاة العشاء، في يوم الأربعاء أو الخميس. في نفس الليلة، وبينما أنا خارج من جرير بعد لقيا ذلك المدير السيء، دخلت إلى موبايلي، ودفعت 50 ريالاً، واخترت رقماً، وارتاح بالي، إلى حين.
غداً، سأذهب إلى دعوة دكتور باكستاني طيب. هو مصر على أن يجمعني بوالده قبل أن يسافر عائداً إلى بلده. أعتقد بأني محظوظ من جوانب لا أدركها دائما.
سعد الحوشان