بسم الله الرحمن الرحيم
أما اليوم، فقد جاء هذا الرجل مرة أخرى، ومعه ورقة من دكتور آخر، وطلب مني بعد سلام ومجاملة بأن أترجم الورقة هذه من خارج العمادة. قائلاً بأني لو ترجمتها لجنبتهم ترجمتها في الخارج. فنظرت إلى الورقة، ووجدت بأنها لا تخص عمادتنا ولا عملي في شيء، بل إنها تخص ذلك الدكتور ولا أحد سواه. أخبرت الشاب بأني لا أترجم أشياء من خارج العمادة، وقد رفضت من قبل أن أترجم أشياء من هذا القبيل ولا يمكنني القيام بذلك الآن. شعر بالإهانة، رغم أن الورقة ليست له. اقترحت عليه أن يرى مترجماً آخر، ولكنه لم يعطني فرصة لأوضح بأنه يوجد أكثر من مترجم في العمادة ربما أحدهم يقبل بالمساعدة، إنما قال بنزق بأني لو لم أترجمها فسيترجمونها في الخارج، فلم أشأ أن أواصل ما بدأت من اقتراح. وقال بحنق بأنه سيتكلم مع مديري، أوضحت له بهدوء بأن مديري بالأساس ضد ترجمتي لأشياء من خارج العمادة أو ليس لها علاقة بعملنا، ورفضي تم دائماً بمعرفته، ولكنه يمكنه محادثته لو أحب. فقال بأن الدكتور أصلاً أرسله لمحادثة مديري وليس لمحادثتي، قاصداً الإهانة، لكني لم أشعر بشيء صدقاً، بعض الناس يصعب أن تشعر بالإهانة منهم.
لماذا أكذب؟ إني أترجم، وبمعرفة مديري وبعد اذنه، بعض الأشياء من خارج العمل، في أوقات فراغي، في بعض الحالات. فمثلاً جائنا طلاب عدة مرات، ينشدون المساعدة بترجمة أوراق رسمية للضرورة. هل أقول لطالب بأن يذهب ويدفع ٥٠ ريالاً على الورقة؟ ٥٠ ريال هي ميزانية بالنسبة لهؤلاء المساكين. غالباً ما أخبرهم أو يخبرهم مديري بنفسه بأنه ليس لدينا ختم معتمد(وهذا واقع)، فإن كانوا يريدون ترجمة بدون ختم على صحة الترجمة فلا بأس، ويكون هذا حينما أملك الوقت. واترجم من حين إلى آخر تقارير طبية، إما للتوضيح أو لمساعدة أحد من خارج العمل، لأناس غالباً ما يكونون محتاجين للمساعدة لأسباب مختلفة، حينما يوافق الأمر قدراتي بالطبع، وقد أترجم لبعض الأجانب المأزومين بعض الأمور. لكن أدائي لبعض الخدمات الطوعية لا يعني بأني لا أملك الخيار. لدي مقاييسي الخاصة، ولا أحترم مطلقاً من يبخل بماله أو يحاول أن يستغل الظروف. يصعب إحراجي في مثل هذه الأمور، وأعرف من يستحق المساعدة ومن لا يستحق، وحينما يحسبني أحد ما ساذجاً، غالباً ما يعرف بأنه أخطأ بسرعة. ولا يكون هذا من قبل الدكاترة السعوديين فقط، لكن بعض العرب انتهازيين أيضاً.
يقصر نظر بعض الناس سوا عن آخر ما حدث، وغالباً ما يعلقون عليه أي تغيير جذري يحدث بعده. ويستغل بعض الناس هذه الحقيقة، فيبحثون فقط عن عذر أخير، وإن بدا للآخرين عذر وحيد وغير كاف، لإنهاء علاقة لم يعودوا يريدونها. إنه مسلك يائس، يلجأ إليه المرء حينما تثقله التراكمات التي لا حل لها، فيبدأ بالتساؤل؛ ماذا جنيت؟. وربما لا يبحث عن العذر من حيث أنه يوجده بالضرورة، إنما فقط يقتنص العذر حينما يحين. هذا ما جرى معي في بعض الظروف، لقد بحثت عن أعذار أخيرة لأنهي علاقات مستنزفة ومجهدة للنفس، ولم يهمني كثيراً أن يتسائل الطرف الآخر عن استحقاق العذر لإنهاء العلاقة، أو عن وجود تراكمات أدت إلى لقاء العلاقة لحتفها. أني أسلك هذا المسلك المحير للآخرين، والذي قد يظلمني في نظر أناس لا يرون إلا ما يسبق الخاتمة مباشرة، وليس امتداد العلاقة، وتراكماتها التي لا يمكن إصلاحها، ما يؤدي في النهاية إلى الختام. مع ذلك، لا أجد منفذ آخر من بعض العلاقات الجائرة، مهما فكرت. صرت أحاول أن أعرف قبل أن أتعمق بأي صداقة أو معرفة، وأبقي الأمور سطحية حتى أتأكد، وغالباً ما تبقى علاقات على مستوى منخفض لا يتطور، عكس ما يريد الطرف الآخر، لكن لأني أعلم مبدأياً بأن شخصيته غير ملائمة، ولا أريد أعرض أعصابي ووقتي للتلف.
أعتقد بأن التجارب القديمة صقلت سمة الإنتقاء في نفسي إلى حد بعيد، وهذا أمر جيد.
إذا، فسدت حاسباتي إلى حد بعيد في وقت متزامن نوعاً ما. حاسب المنزل القديم كان قد بدأ يفسد منذ فترة طويلة، وقد أعدته إلى إعدادات المصنع، أي كما شغلته أول مرة، حوالي 4 مرات في ظرف أشهر قليلة. أعتقد بأنه بلي، وعلى الأغلب أن الهاردّسك قد انتهى عمره. لكن ما "جرح شعوري" هو أن كمبيوتر قوقل التجريبي لم يعد كما كان. بعد آخر تحديث صار لا يفتح صفحات الانترنت من حسابي المسجل عليه، بينما يفتحها على ما يرام في حساب الضيف الذي لا يصلح لحفظ الإعدادات والبرامج، أي أنه أصبح أداة لمجرد التصفح أكثر مما كان عليه حتى. لم يعد بمستطاعي الوصول إلى قائمة مواقعي المفضلة وخلافه من مزايا، ولم يعد بوسعي حفظ الخط الذي أريده وغيره من التفصيلات. حاول موظفو قوقل مساعدتي عبر البريد، وقد تجاوبوا جيداً، لكن يبدو أن وضعي ميئوس منه، لأن آخر ما اقترحوا بعدما أعيتهم الحيلة هو فك الجهاز وتعديله من الداخل. مع أني غير مقتنع بالأمر، فهو حينما أعيده إلى وضعه القديم قبل التحديث الأخير يعمل جيداً، لكن المشكلة أنه من مميزات الجهاز أنه يحدث نفسه تلقائياً، ولا خيار لي بهذا. ولا يبدو أن المستخدمين الآخرين يعانون من نفس الإشكال، وقد حاولوا مساعدتي في مجتمعهم بلا جدوى. هذا حظ سيء فقط.
كان قد أذهله أن علم، مرة أخرى، أني من القصيم، وبدأ هو وزميله بتخمين من أي بلدة أنا. بالنسبة لي، كان شيء مضحك. إني لا أركز بالواقع على انتمائي إلى تلك البلدة، المذنب، إن انتمائي للمنطقة ككل.
هذه صور ابن اختي الجديد. لذيذ لكنه كريه ونذل، لا يحب القبلات الكبيرة. سموه فهد، وهو اسم لا يعجبني، لكن على الأقل ليس من الأسماء الحديثة الغبية.
وبالواقع، ذهابه دبلوماسياً في أمريكا جعلني أشعر بأن الدكاترة الذين يرسلون بمهام مشابهة يتمتعون بالنقائص المطلوبة على ما يبدو، إذ أني أعرف أكاديمي آخر شديد الغباء ويعمل ملحقاً في الخارج، لكن له سماته المختلفة، ففي حين أن الأول الذي عملت معه لم يكن شريراً أو يتعمد جرح الناس، كان الآخرعكسه تماماً، كما أنه يتملق على مستويات أعلى، مما يضاعف من خسته، وهو بعيد عن التعاطف لمن هم دون عنه، قريب من النذالة والقسوة، ولم أرى أحد يعشق الكذب أكثر منه.
منذ أيام نزل تحديث جديد لمتصفح كروم، وهذا يعني أن نظام كروم سيتم تحديثه بعد ذلك بفترة قصيرة. كنت أدعو الله أن يصلح هذا التحديث جهازي، الذي تعرض للفك والتعذيب بواسطة أخي بلا جدوى، وتم إزعاج قوقل ومجتمع مالكي الجهاز بخصوص مشكلتي معه دون طائل. حينما صحوت صباح اليوم باكراً جداً (أنا مريض هذه الأيام، ربما لهذا لم أنتظر المنبه) شغلت الجهاز وإذا ووجدت أن هناك تحديث. كانت لحظات انتظار عصيبة. لكن في نهايتها؛ الجهاز عمل كما كان، والحمد لله والشكر. أنا سعيد، ولم أعد مستعجلاً على شراء كمبيوتر.
سوني اريكسون، التي اشتريت منها واختي وابنها جوالات مؤخراً، أضافت خدمة رائعة لمستخدمي الجهاز حصرياً. يوجد موقع لرفع الملفات وتعديلها ومشاركتها اسمه بوكس، وهو يعطي مجاناً 5 قيقا للمستخدم، لكن بالاتفاق مع سوني، سيمنح مستخدمي جوالاتها 50 قيقا. عرض مجنون. سأستفيد منه إن شاء الله، رغم أني لا زلت أجد خدمات قوقل كافية، لكن من يدري.
كنت مسروراً بالمعاملة إلى درجة أني دعوت همام، صديقي الصيني، ليجرب المطعم بعد اسبوعين (في الأسبوع الأول لم يتمكن من لقائي). ذهلت حينما وجدت أن فرانسيسكو يتذكرني، ويسأل عن ابناء أخي، الذين قلت بأني لم أحضرهم، فأنا لا أريد أن أفرط بتدليلهم (أرجو أن لا يقرأوا هذا!!). أعجب همام بالطعام كثيراً، وأعجب بالخدمة أكثر. كانت المرة الأولى له في مطعم مكسيكي. لم أتوقع أن يعجبه الطعام إلى هذا الحد بصراحة، لأني افترضت بأنه سيجده غريباً وثقيلاً. كان تعاملهم يشعرني بأني استضفت صديقي على نحو جيد.
اليقين، الأمر المؤثر في العلاقات التي يؤمل في أن تبدأ أو هي على مفترق طرق. يستغل عامل اليقين في أحيان كثيرة لإيذاء الطرف الآخر، والتلاعب بشعوره. يريد الناس دائما الوقوف على أرض صلبة تجاه موقفهم من الأمور؛ هل انتهت؟ هل ستبدأ؟ على ماذا يعول المرء، هل يوقف نفسه أم يمضي بحياته؟. بشكل خاص، أعلم بأن الكثير من الناس الذين خرجوا من تجارب لم ينضجوا منها بعد، أو فقط لمجرد التحذلق، تستفزهم فكرة وقف الذات، ولا يريدون سماع ذكر لها. الرؤية لديهم هي أن لا شيء يستحق وقف الحياة لأجله. لكن القرار لا يرجع بشكل كامل لنا، ربما يرجع جزئيا، وربما يزداد هامش إرادتنا تجاه الأمور، لكن في بعض الحالات يصبح الأمر خارج عن اليد، سواء لأننا عاجزون عن تقبل الخسارة، أو عدم الكسب، أو لأننا فقط لم نعطي الوقت مجاله ليعمل عمله.
يريد المرء أن يسمع أحياناً ما يدمي قلبه، ولكن يمنحه اليقين؛ لكن حتى هذا معروف أكبر من أن يمنح له في رأي بعض الناس ذوو القلوب القاسية.
قد يكون الأمر تخلي أو رفض غير معلن، تجنب جارح، ورفض شرح السبب، أو حتى رفض مجرد الإقرار بأن الأمور انتهت فعلاً بالنسبة لهم.
لقد عبرت بي مواقف مشابهة، سواء اطلعت عليها أو عشتها بنفسي، وكان الأمر معذباً بلا شك. لكن بمراقبتي للأمور، خلصت إلى أن هذا إشكال قد يكون بلا حل، وقد يزداد سوءً لأن المرء قد يفكر إن كان الطرف الآخر يملك اليقين هو نفسه تجاه الأمور. وعليه، إن الحل الأمثل هو الاختيار الصحيح منذ البداية، الاختيار الجيد لمن تريد التعامل معه على نحو عميق ومؤثر في الحياة، سواء كانت العلاقة صداقة، محبة، عمل، تعاون، أو أي يكون.
تمر أوقات أشعر معها أن العمر لا يكفي للقيام بمسئولياتي الملحة، ناهيك عن اللحاق بطموحاتي. ولا تكف المسئوليات عن التوالي. لكني أجزم بأن الكثير من الناس يساورهم نفس الشعور، فتعساء الحظ أكثر من الأغبياء هنا، أقول الأغبياء لأني لاحظت أنه لا ينجح في هذا البلد بشكل عام ويرتقي إلا الأغبياء، والقساة. طبعاً، يوجد استثناءات، يحضرني بسرعة ذلك الوكيل في الوزارة التي عملت بها، كان ناجحاً، ومستحق لنجاحه بقدر ما عرفت عنه، رغم أنه دكتور. كانت المقارنة بينه وبين من حوله من الدكاترة أمر يبعث على الذهول، فيما كان يفترض أن وضعه هو السائد ووضعهم هو الشاذ، لكن هنا العكس صحيح دائماً، دائماً. ربما لا يجدر بي ظلم دكتور من الذين عملت معه على نحو مباشر، كان طيباً معي، لكن فهمه كان يساء بسهولة من قبل الآخرين، كما أنه لم يكن بمستوى الوكيل، بشخصيته الجذابة والمميزة، وذكائه اللماح، وحسن تعامله وتفهمه للآخرين.
قبل سنوات، جاء موظف شاب من خارج عمادتنا، وطلب مني أن أترجم ورقة شخصية للدكتور الذي يعمل تحته، وكان قد أرسله إلي مدير إدارة في العمادة دون مشاورتي. كان مقال ربما يريد نشره بالجريدة، أمر شخصي، ودكتور راتبه أكثر من 20000 ريال، ولا يريد أن يدفع قليلاً في الخارج ليترجم أمر يخصه ولا يخص العمل. كان يمكنني ترجمة هذا المقال، ولكن ماذا سأجني؟ حتى أنه هذه الأشكال لا أجر بها، كما أني أعلم بأن هذا الدكتور لا يدري ولن يدري بوجودي، ناهيك عن شكري. وبالأساس؛ أنا لا أخدم الدكاترة السعوديين بشكل عام خارج نطاق عملي لأنهم من المستحيل أن ينفعوا أو يساعدوا أي شخص ليس من "فئتهم"، ولو طلبتهم حق من حقوقك لما بالوا بأمرك. لقد كان بعضهم يأتي يطلب الخدمات، ويحتفي ويصافح حينما يرى الموظف بالصدفة، ثم إذا انتهت حاجته صار يتصدد ويتظاهر بأنه لا يعرفه. رفضت ترجمة المقال المذكور، وخسرني ذلك الشخص كزميل لأني لم أمكنه من مجاملة ذلك الدكتور، فبعض الناس أقصى طموحهم هو مجاملة من هو أعلى منهم مرتبة. وبعد ذلك، صار الشاب هذا لا يرد سلامي. ولم أبالي صدقاً، فأنا حتى لا أعرف اسمه، لكن ملاحظة كيفية تفكير بعض الناس كان أمر مثير للاهتمام.
أما اليوم، فقد جاء هذا الرجل مرة أخرى، ومعه ورقة من دكتور آخر، وطلب مني بعد سلام ومجاملة بأن أترجم الورقة هذه من خارج العمادة. قائلاً بأني لو ترجمتها لجنبتهم ترجمتها في الخارج. فنظرت إلى الورقة، ووجدت بأنها لا تخص عمادتنا ولا عملي في شيء، بل إنها تخص ذلك الدكتور ولا أحد سواه. أخبرت الشاب بأني لا أترجم أشياء من خارج العمادة، وقد رفضت من قبل أن أترجم أشياء من هذا القبيل ولا يمكنني القيام بذلك الآن. شعر بالإهانة، رغم أن الورقة ليست له. اقترحت عليه أن يرى مترجماً آخر، ولكنه لم يعطني فرصة لأوضح بأنه يوجد أكثر من مترجم في العمادة ربما أحدهم يقبل بالمساعدة، إنما قال بنزق بأني لو لم أترجمها فسيترجمونها في الخارج، فلم أشأ أن أواصل ما بدأت من اقتراح. وقال بحنق بأنه سيتكلم مع مديري، أوضحت له بهدوء بأن مديري بالأساس ضد ترجمتي لأشياء من خارج العمادة أو ليس لها علاقة بعملنا، ورفضي تم دائماً بمعرفته، ولكنه يمكنه محادثته لو أحب. فقال بأن الدكتور أصلاً أرسله لمحادثة مديري وليس لمحادثتي، قاصداً الإهانة، لكني لم أشعر بشيء صدقاً، بعض الناس يصعب أن تشعر بالإهانة منهم.
ذهب بغضب باحثاً عن مديري. وعلمت بأنه جاء قبل أن يراني وسأل أحد الزملاء، وهو مدير لوحدة في إدارتنا، قائلاً أين مترجمنا. فرد زميلي باستغراب من مترجمكم؟ هل أنت من العمادة؟ فقال ذلك الشاب لا، فقال زميلي إذا هو ليس مترجمكم، إنما مترجمنا نحن، ودله علي قائلاً هذا المترجم "حقنا".
لاحقاً، أخبرت مديري بما جرى، وقال بأنه لم يرى أحداً، ولكن حينما يأتي مرة أخرى يجب أن أرفض، قال مديري هكذا، وأضاف بأن أجعله يأتي إليه حتى يخبره بأننا لن نقوم بمثل هذه الخدمات خارج إطار عملنا في العمادة.
لماذا أكذب؟ إني أترجم، وبمعرفة مديري وبعد اذنه، بعض الأشياء من خارج العمل، في أوقات فراغي، في بعض الحالات. فمثلاً جائنا طلاب عدة مرات، ينشدون المساعدة بترجمة أوراق رسمية للضرورة. هل أقول لطالب بأن يذهب ويدفع ٥٠ ريالاً على الورقة؟ ٥٠ ريال هي ميزانية بالنسبة لهؤلاء المساكين. غالباً ما أخبرهم أو يخبرهم مديري بنفسه بأنه ليس لدينا ختم معتمد(وهذا واقع)، فإن كانوا يريدون ترجمة بدون ختم على صحة الترجمة فلا بأس، ويكون هذا حينما أملك الوقت. واترجم من حين إلى آخر تقارير طبية، إما للتوضيح أو لمساعدة أحد من خارج العمل، لأناس غالباً ما يكونون محتاجين للمساعدة لأسباب مختلفة، حينما يوافق الأمر قدراتي بالطبع، وقد أترجم لبعض الأجانب المأزومين بعض الأمور. لكن أدائي لبعض الخدمات الطوعية لا يعني بأني لا أملك الخيار. لدي مقاييسي الخاصة، ولا أحترم مطلقاً من يبخل بماله أو يحاول أن يستغل الظروف. يصعب إحراجي في مثل هذه الأمور، وأعرف من يستحق المساعدة ومن لا يستحق، وحينما يحسبني أحد ما ساذجاً، غالباً ما يعرف بأنه أخطأ بسرعة. ولا يكون هذا من قبل الدكاترة السعوديين فقط، لكن بعض العرب انتهازيين أيضاً.
يقصر نظر بعض الناس سوا عن آخر ما حدث، وغالباً ما يعلقون عليه أي تغيير جذري يحدث بعده. ويستغل بعض الناس هذه الحقيقة، فيبحثون فقط عن عذر أخير، وإن بدا للآخرين عذر وحيد وغير كاف، لإنهاء علاقة لم يعودوا يريدونها. إنه مسلك يائس، يلجأ إليه المرء حينما تثقله التراكمات التي لا حل لها، فيبدأ بالتساؤل؛ ماذا جنيت؟. وربما لا يبحث عن العذر من حيث أنه يوجده بالضرورة، إنما فقط يقتنص العذر حينما يحين. هذا ما جرى معي في بعض الظروف، لقد بحثت عن أعذار أخيرة لأنهي علاقات مستنزفة ومجهدة للنفس، ولم يهمني كثيراً أن يتسائل الطرف الآخر عن استحقاق العذر لإنهاء العلاقة، أو عن وجود تراكمات أدت إلى لقاء العلاقة لحتفها. أني أسلك هذا المسلك المحير للآخرين، والذي قد يظلمني في نظر أناس لا يرون إلا ما يسبق الخاتمة مباشرة، وليس امتداد العلاقة، وتراكماتها التي لا يمكن إصلاحها، ما يؤدي في النهاية إلى الختام. مع ذلك، لا أجد منفذ آخر من بعض العلاقات الجائرة، مهما فكرت. صرت أحاول أن أعرف قبل أن أتعمق بأي صداقة أو معرفة، وأبقي الأمور سطحية حتى أتأكد، وغالباً ما تبقى علاقات على مستوى منخفض لا يتطور، عكس ما يريد الطرف الآخر، لكن لأني أعلم مبدأياً بأن شخصيته غير ملائمة، ولا أريد أعرض أعصابي ووقتي للتلف.
أعتقد بأن التجارب القديمة صقلت سمة الإنتقاء في نفسي إلى حد بعيد، وهذا أمر جيد.
إذا، فسدت حاسباتي إلى حد بعيد في وقت متزامن نوعاً ما. حاسب المنزل القديم كان قد بدأ يفسد منذ فترة طويلة، وقد أعدته إلى إعدادات المصنع، أي كما شغلته أول مرة، حوالي 4 مرات في ظرف أشهر قليلة. أعتقد بأنه بلي، وعلى الأغلب أن الهاردّسك قد انتهى عمره. لكن ما "جرح شعوري" هو أن كمبيوتر قوقل التجريبي لم يعد كما كان. بعد آخر تحديث صار لا يفتح صفحات الانترنت من حسابي المسجل عليه، بينما يفتحها على ما يرام في حساب الضيف الذي لا يصلح لحفظ الإعدادات والبرامج، أي أنه أصبح أداة لمجرد التصفح أكثر مما كان عليه حتى. لم يعد بمستطاعي الوصول إلى قائمة مواقعي المفضلة وخلافه من مزايا، ولم يعد بوسعي حفظ الخط الذي أريده وغيره من التفصيلات. حاول موظفو قوقل مساعدتي عبر البريد، وقد تجاوبوا جيداً، لكن يبدو أن وضعي ميئوس منه، لأن آخر ما اقترحوا بعدما أعيتهم الحيلة هو فك الجهاز وتعديله من الداخل. مع أني غير مقتنع بالأمر، فهو حينما أعيده إلى وضعه القديم قبل التحديث الأخير يعمل جيداً، لكن المشكلة أنه من مميزات الجهاز أنه يحدث نفسه تلقائياً، ولا خيار لي بهذا. ولا يبدو أن المستخدمين الآخرين يعانون من نفس الإشكال، وقد حاولوا مساعدتي في مجتمعهم بلا جدوى. هذا حظ سيء فقط.
منذ فترة تراودني فكرة شراء جهاز جديد، على الأقل بديلاً عن جهاز المنزل. أما وقد فسد جهازي المتنقل أيضاً، فيجب أن ينوب الجهاز الجديد عن الاثنين. المشكلة أن كمبيوترات لينوفو التي أحب لم أرها للبيع هنا، فما يباع هنا منها هي المخصصة إجمالاً للترفيه وخلافه، ولا بأس بها، فأنا أعرف أن جودتها عالية، لكني أحببت فئة الأعمال أكثر. لكن ربما أفضل الحلول هو شراء نتبوك جديد، بسعر رخيص كالذي اشتريته قبل فترة طويلة ولم يعد معي الآن. لكن حينما أتذكر وقت الانتظار عند التشغيل حتى يعمل الويندوز، أشعر بأني لا أريد بديلاً عن الكروم. المكان الوحيد الذي يبيع أجهزة كروم هنا هو الاتصالات السعودية، وهي جشعة جداً بالسعر. كما أني قرأت اليوم شائعة مفادها أن htc، الشركة التايوانية الشهيرة، قد تكون تعمل على تصنيع جهاز يجمع الكروم والاندرويد في بنية جهاز لوحي ونتبوك بنفس الوقت. هذا أثار حماسي جداً، وسأنتظر الإعلان، أتمنى أن يكون الصدور في بداية 2012، يا رب، فأنا عازم على شرائه لو احتوى على لوحة مفاتيح جيدة وكان سعره معقولاً، أو مرتفعاً على نحو معقول.
طالما يمكنني القيام بأقل القليل حتى الآن، لا بأس. لكني أفقد صبري أحياناً بسبب ضياع الوقت والمشاكل المفاجئة.
كنت أمس في المستشفى مع والداي. وكنت مع والدي لأن والدتي في قسم نسائي، ولأن والدي يحتاج إلى مرافقتي أكثر. إنه يحتاج إلى تعامل خاص الآن، ويحتاج إلى انتباه ومسئولية. لا يتفهم المارة والجلوس هذا بالعادة، ويصعب عليهم التفكير بأبعد مما يرون. لا يتفهمون مثلاً ندائي الملحّ لوالدي لأنه يحتاج إلى لفت انتباه دائم ليقوم بما يجب من مشي وخلافه، وقد يظن البعض بأني أقسو عليه هكذا حينما أناديه بتكرار ووضوح، أو حينما أمنعه من الذهاب إلى مكان معين أو أوجهه لفعل شيء، أو حينما أبقيه جالساً معي ولا أدعه يجلس في مكان آخر حتى لو طلب وألح. نالني تدخل جارح أو اثنين، وكانا بحسن نوايا، لكنهما جارحان. هذا من عامة الناس، أما الأطباء فيتفهمون عموماً. الناس بعمومهم يتفهمون عمر والدي، ولا يهتمون بما قد يجري لهم حينما يكونون بالقرب، وأحياناً يتفادون النظر وكأن كل شيء طبيعي، لكن لا أحد يميل إلى تفهمي، أو التفكير بسبب سيطرتي المحكمة عليه حينما يكون معي. أتصور بأن أول ما يطرأ على تفكيرهم هو أني عاق لأني أتصرف كالوالد، لا كالإبن. بالطبع لا أرفع صوتي على والدي كما يرفع الأب صوته على ابنه، لكني لا شك لدي بأني الأب الآن خلافاً لهذا. وهذا يصعب على العقلية التي تقولب البر بناء على طبيعية الآباء وتمام قدرتهم على الحكم والتحكم. وسوء الفهم هذا عام جداً، حتى أن بعض إخواني يعانون منه، ولا يمكنهم تقبل أو استيعاب حقيقة أن والدي لم يعد كما كان، وأنه يحتاج إلى عناية وتعامل من نوع آخر. أنا أواجه تعاسة عميقة بسبب الأمر، وأفقد اتزاني كثيراً، لكني لا أحاول أن أنسى فهمي للأمر وتبدل الأدوار على نحو غير طبيعي.
كان هناك رجل بالأمس في صالة الانتظار يجلس مقابلنا، ونحن قد فرغنا من موعدنا وننتظر خروج أمي من موعدها في قسم النساء. كان والدي مصر على الذهاب والتحدث مع ذلك الرجل الذي لا نعرفه، واقترح الرجل أن أسمح لوالدي، في حين لا يقترح الناس هذا بالعادة، لكني رفضت شاكراً، وابقيت والدي معي بإصرار. كان ما أفكر به هو أن هذا الرجل لابد أنه يفكر بأني قاسي، وبلا حياء، لا شك أن كل من رأوا المشهد الذي يتكرر بشكل أو بآخر قد اتخذوا نفس الفكرة. إني أحاول أن لا أفكر بالأمر، لكنها سكينة مغروسة في قلبي، تنتفض مع كل نبضة.
حينما خرجت والدتي، وأخذت والدي للانتظار في الخارج ريثما أذهب إلى مبنى المواقف وأحضر إليهم السيارة، صادفت الرجل مرة أخرى قرب المصعد في مبنى مواقف السيارات. بادرني بالسلام والمصافحة، والابتسامة الصادقة والعميقة، وأنا لا أشكك بحسن نوايا الناس حتى حينما ينظرون إلي بصورة سيئة؛ إنه فقط قصور بالوعي والتجربة، والتفهم، فما كان من الممكن أن أسيء الظن بهذا الرجل، لكني انتظرت نصيحة طويلة حول كيفية التعامل، وربما حتى فائدة البر، وأنا قلبي يدمى. خصوصاً أن الرجل الطويل كان ذو لحية ليست صغيرة. لكن ما حدث هو أنه فاجئني بشكري على بري والدعاء لي، وتبيان أنه تفهم موقفي حينما أصررت على عدم ذهاب والدي إليه، رغم أنه أحب لو تحدث معه، فقد كان والده رحمه الله بنفس الحالة، وقد ذكره به، وسأل الله لي العون. أثر بي الموقف عميقاً، وأنا في طريقي إلى السيارة، امتلأ صدري دفئاً سرى في جسدي حتى غمره، في ذلك الجو البارد في المبنى المفتوح بلا جدران خارجية.
إني لست بار بما يكفي، ولا يمكن للإنسان أن يكون باراً بما يكفي، لكن خصوصاً تجاه والدي، إني أعتني به كموظف أمين، وهذا يزيد جرحي جرحاً، والضغوط لا تسمح لي بالتأني مع نفسي.
في المنتدى الذي أشارك فيه أحياناً، وهو يختص حول ألعاب الفيديو والترفيه عموماً، نشر شخص، مغسول الوجه بمرق كما نقول، خبراً في المنتدى العام عن زيادة رواتب أهل الامارات 100%. وكتب في عنوان الموضوع بعد خبر الزيادة: "ما شاء الله". غني عن القول أن هذا الرجل اماراتي، ولكن تجدر الإشارة إلى أن غالبية أهل المنتدى العظمى سعوديين، ونسبة غير قليلة من غير أهل الخليج. كما قد يتوقع المرء بعد هذا الموضوع الخاص ببلد معين، ثارت المقارنات بينه وبين السعودية ووضع أهلها الذي لا يتحسن، وتمنى بعض الشباب على نحو جارح لو لم يكونوا سعوديين. كان أمر مؤلم، لكني توصلت إلى خلاصة بعد فترة طويلة من المتابعة: الكثير من أهل الخليج يطربون لألم السعوديين وسوء حظهم بالمقارنة، ويشعرهم هذا بأنهم في حال أفضل أكثر مما هم عليه بالواقع، ولا تكفيهم فرحتهم، لكنهم يحبون جر الأسى على السعوديين دائماً. يمكن قراءة هذا حتى من العنوان الذي كتبه ذلك الأحمق.
يعلم الله أني لا أحسدهم، لأن ما يجري في بلدهم أو بلدانهم لا يهمني، ولست من النوع الذي يتطلع إليهم، فيوجد من هم أجدر بالتطلع على مستويات كثيرة. لكني تزعجني قلة الذوق واحترام الشعور، والتلذذ الوضيع بإبراز ما يتمناه الناس لكن لا يحصلون عليه، حيث يكونون الأغلبية. تخيل هذا معي: منتدى لعلاج العقم، يسجل شخص غبي فيه ويكتب: "باركوا لي ولدت زوجتي أربعة توائم!!(ما شاء الله)". العلة ليست أنه منتدى لعلاج العقم، لكن العلة هي معرفتنا بأن أكثر المسجلين فيه إن لم يكن كلهم يعانون من مشكلة بالإنجاب، أتفهم لو تم هذا في منتدى عادي، كما سأتفهم لو تم الإعلان الأحمق محل الجدل في منتدى اماراتي. ورغم كل ما قيل من أماني الشباب المخزية، وندب الحظ وما إلى ذلك، تجد أن الكاتب وأهل بلده لا يعلقون على الأمر بجدية، مطالبين بالتهاني فقط (وجيههم وسيعة)، ويستمرون بالنقاش الاحتفالي، دون أي مواساة ولو من باب التقدير وحسن الذوق.
إن أكثر ما سائني هو كتابة الموضوع رغم الاحتمالية الكبيرة لحدوث المقارنة والإساءة لبلد آخر بحكم تجارب سابقة، دون أي مبالاة.
لم أتوقع تدخل من إدارة المنتدى، التي يمثلها شخص واحد غالباً، تجاه هذا الوضع، فلطالما كانت سطحية وضيقة الأفق، فهوايتها الأولى ومهنة حياتها هي الألعاب، لعبها، لا إنتاجها حتى. بالإضافة، الكاتب الاماراتي مشرف في المنتدى.
كتبت بأن هذا الموضوع لم يكن يفترض أن ينشر. رد الكاتب مبرراً بسرعة، دون السؤال عن رأيي حتى، وبدا أسلوبه عدائياً، ذلك النوع من الدفاع الذي لم تظهر له ضرورة بعد. دار نقاش قصير، خصوصاً بتدخل أحدهم كالعادة دون أن يفهم ما الأمر، فقط لمجرد الظهور بمظهر البسيط والمتواضع، والذكي بنفس الوقت، وقد فشل فيما أراد. لاحقاً، جاء المشرف، وهو شخص أعرفه منذ زمن بعيد، رجل سطحي الهم، حساس لكن تجاه نفسه فقط، وعلى كثرة أخطائه لم أره يعتذر أو يبدي ندمه قط. معرفتي له تمتد إلى حوالي عقد، وقد جمعتنا علاقة صداقة انترنت لم يستحقها، فقد تكبر كثيراً بفضل ما يعتبره إنجازات في عالم "المنتديات"، في حين ضعف اهتمامي بها إلى أقصى حد منذ سنوات. كان قد حدث بيننا قبل زمن طويل سوء فهم كبير، جعلني أغلق خط الهاتف في وجهه، مما ولد لديه حقداً دام لوقت طويل، فصار يستفزني حينما يجدني، ويحاول طردي وإلغاء عضويتي، لم يكن لديه القدرة على إدارة الأمور على نحو حيادي، في حين كان يأخذ عمله في المنتدى بجدية كبيرة ولكن غير موفقة، وكان هذا تناقضاً، لكنه تناقض جدير بقصور مستواه الفكري. على أنه في السنوات الأخيرة تجاهلنا بعضنا إلى حد بعيد حينما أكون حاضراً، وبدى أنه نسي حقده. ويمكنني القول حتى بأنه نسي حقده حتى الآن، لكنه هو نفسه لم يتغير، لا يزال ذو عقل صغير مستبد وعنيد. كتب كالعادة قوله الحاسم، بأن الموضوع غير حساس وأن من يتحسس فلا يجب أن يدخل، مهدداً بالمخالفات (يعطي نفسه زخم مضحك، ويشجعه صغار السن على هذه السلطة!)، دون تفكير أو سؤال، لأن كاتب الموضوع مشرف في المنتدى وصديق على ما يبدو، ورغم كل ما جرى من مقارنات مؤسفة، ورغم كون الاماراتيين أساساً قلة صغيرة في المنتدى لا تهم أخبارهم الخاصة خصوصاً بهذا السياق. رديت موضحاً على أسلوبه السخيف بأن إبداء الرأي الشخصي حول شيء بلا مبالغة ليس خروج عنه، وأضفت بأن التحسس أمر نسبي (يعتمد على ولائك للبلد على الأغلب، فهو أجنبي الأصل، ولطالما ازدرى أهل المنطقة الوسطى بدعوى أنهم "بدو"، بينما هو أصبح حجازياً، وهو حضرمي بنفس الوقت)، وقلت بأن المواضيع موجودة لتعطى الآراء حولها، وطلبت منه باستفزاز بأن يعطي مخالفته أو حضره لعضويتي.
استمر النقاش، ولاحظت بأنه يحاول أن لا يصعد، لكن عناده وكبريائه كانا يكادان أن يقولان: اصمت بلا نقاش. لكن مع ذلك، موقفه السقيم كالعادة، وأسلوبه الذي لم يخلو من مكابرة واستفزاز، جعلاني أصر على النقاش، وأفحمته بطبيعته الحال، فمنطقه مختلط أساساً وغير سليم، ربما بسبب ما يحشو رأسه به. بدا لي أن تجنبه للحضر طال أكثر من المعتاد، لكني كنت أسعى للحضر وأقترحه بسخرية لأوصل رسالة لبعض الحمقى الذين لا يدركون: إنه مجرد منتدى ترفيهي، إنه ليس بتلك القيمة والأهمية، إنك لا تستطيع أن تنسب ما تقوم به فيه إلى نفسك كثيراً حينما يكون لافتاً للانتباه، إنك لا تستفيد حقاً الكثير إلا في حالات استثنائية، خلاف لهذا، هو للترفيه فقط ولا يجب أن تسمح لهذه الأشكال الرديئة أن تتحكم بك أو تخيفك!، فقط استمتع هنا حينما تريد ولا تأسف إن خرجت. مع أني لا أتصور بأن الشباب السطحي في معظمه، الذي يريد فقط أن يضحك ويتكلم عن لعبة، سيفهم، لكن سيكفيني لو فهم واحد فقط. في النهاية، حضرني ساخراً، دون أن يجيب على حججي طبعاً، وقال بأنه يعتقد بأن هذا ما أريده. حسناً، لقد منحه لي بغباء، فهو لا يعرف أحسن من هذا. أردت أن أوضح لمن يفهم بأن الأمر بالنسبة إليه لا يتعلق بمخالفة تعطى لأمر محدد، إنه أمر مزاجي بالنسبة إليه حتى لو ادعى التنظيم، لهذا لا يجب أن يؤخذ على محمل الجد، أو كشخص عاقل وحكيم. لكن الغريب بأن حضره لم يكن دائما، كان لشهرين أو ثلاثة لست متأكداً، ولم تكن هذه عادته معي.
أما صاحب الموضوع الاماراتي، فقد حاول أن يرد، لكن ردوده جاءت أغبى حتى من رد الآخر، ولضعف حسه لم يستوعب العلة، وضعف الحس يولد ضعف الحياء، وكانت هذه علة موضوعه، إنه لا يحس. ولست أكتب عن هذه التجربة ليقرأوها، فليسوا ممن يقرأ الكثير بحسب ما رأيت منهم، فيصعب إرسال رسالة إليهم ما لم تكن في لعبة، أو فيلم كرتون، لكنها تجربة أرجو أن تكون قد وضحت شيئاً مما أعتقد أنه يجدر بنا التعامل به تجاه المنتديات بشكل عام. لا يجب أن تؤخذ بعاطفية وتقدر كثيراً، ولا يجب أن تعطى أهمية في حياة المرء. كنت أتابع بضعة أخبار من خلال المنتدى، أسأل عن حل لمشكلة تقنية، وربما حينما أجد الوقت أرى أمور عشوائية قد يكون بعضها مثيراً للاهتمام.
كنت قد كتبت قبل فترة طويلة عن رحلتي إلى القصيم، للوصول إلى مركز طبي يعمل فيه أطباء ألمان جدد متخصصين في مشاكل العظام وما تعلق بها، وقد ذهبنا لأجل أمي وابنة أختي. لم نجد الطبيب الذي أوصاني صديقي الدكتور الألماني أن أبلغه سلامه، وقد كان هو رئيس هؤلاء الأطباء، والشريك في المشروع على حد علمي. لكننا وجدنا آخر، وقد فحص وأعطانا رأيه، وطلب مني إجراء أشعة من نوع خاص لا تتوفر في مركزه، أجريها في الرياض وأرسلها إليه بالبريد. ما حدث هو أن اسطوانة الحاسوب التي تحوي الأشعة ضاعت بعدما وصلت الطبيب، ولم أتمكن من الحصول على نسخة أخرى لأني لم أجد الفاتورة أو رقم الأرشفة للأشعة، حيث أن أمي لا تملك ملفاً في ذلك المستشفى. مر وقت طويل قبل أن يجدوها مجدداً. ولكن كان حال المركز قد تبدل على ما يبدو. كان الطبيب الذي فحص أمي قد غادر لبعض الوقت إلى بلده، حيث راسلني من هناك، وقد أخذ الاسطوانة معه وأعطاها إلى متخصص بمشكلة أمي ليعطي رأيه. حتى ذلك الوقت لم يتوقف صديقي الألماني الكبير عن متابعة الأمر مع رئيسهم، والإلحاح عليه للبحث عن الاسطوانة أو فعل شيء. اقترح ذلك الطبيب بعض الحلول، ولكن حينما ظهرت الاسطوانة طلب مني التواصل، والإلحاح، على الطبيب الذي أخذها إلى ألمانيا ليعطيني معلومات الأسطوانة لأحصل على نسخة. فوجئت برسالة من الطبيب في القصيم يخبرني بأنه ينوي في وقت ما القدوم ليوم واحد إلى الرياض ليفحص أمي في المنزل. قدرت هكذا كثيراً، حيث لم أطلب هذه الخدمة، وهي أكبر من أن تطلب في رأيي. لم أتوقع أن يحضر خصيصاً مع ذلك. إلا أن هذا ما حدث، حضر خصيصاً ليرى أمي مع أخصائي آخر، وأخذتهم إلى المنزل ليفحصوها. الجيد أن أمي لم تفقد ثقتها بالجميع بعد كل التأخير من ذلك الطبيب الأول، الذي يبدو أن الطبيب الرئيسي يلومه كثيراً على نحو غير مباشر. إلا أني لا ألومه، إني آسف لحاله، فقد رأيته، وقرأت ما يكتب، إنه يعاني من علة ما في حياته بوضوح، ولا شك لدي بهذا، ولا شك لدي بأنه كان يريد المساعدة ولا زال، لكنه مشتت رغم حسن نواياه. فقد عرض المساعدة على نحو يتعدى المعتاد، وبذل جهداً، كان ببساطة حينما قابلناه لا يريد أن يقول لا حينما أسأله المساعدة في شيء، ولكن الإشكال كان في تشتته الذي يعود إلى سبب واضح، وليس الإهمال. كان الدكتور الألماني، صديقي، يلومه على التأخير، ويبدو أن رئيسه الطبيب الألماني الآخر يلومه كذلك منذ فترة، لكني شرحت للدكتور وجهة نظري في لقائنا المعتاد في نهاية الأسبوع، ضحك، وقال بأن قلبي طيب، أخبرته بأن هذا لا شأن له بقلبي، إن له شأن بما رأيته من الرجل ولاحظته، وإني على ثقة بأنه مأزوم ويستحق التعاطف. تفكر الدكتور قليلاً، وقال بأنه يعتقد بأنه مأزوم بالفعل.
حينما جاءوا، وذهبت لآخذهم إلى المنزل، أخبرني الطبيب بأن قدومه كان خصيصاً لنا، احتراماً لوالدتي التي عانت كثيراً بسبب تأخير الدكتور فلان، وأنه أصر على الحضور إلينا لينظر في الأمور بنفسه. أحد أبناء إخواني يعاني من مشكلة أيضاً، وسألت الطبيب بطريقة معتذرة إن كان بإمكانه أن يراه أيضاً، ابتسم وقال لي بأن أحضر من أريد، وأن أستغل الفرصة طالما هو موجود. كنت قد رتبت لحضور الصبي مسبقاً، فرآه هو وزميله الطبيب الآخر. رفض أخذ أي مبلغ، وطلب مني أن لا أتحدث عن الأمر.
يأتي بأسئلة غريبة كما في آخر مرة. وغالباً ما يحاول أن يكون عميقاً فيها، لكن بلا جدوى. وربما لأنه جاء ليفحص هذه المرة، كان جاداً أكثر من المرة الفائتة، ووجدت التفاهم معه على شيء من الصعوبة.
قد نذهب في فترة قادمة إن شاء الله لنراه هناك. أتمنى أن يشفي الله أمي.
كان قد أذهله أن علم، مرة أخرى، أني من القصيم، وبدأ هو وزميله بتخمين من أي بلدة أنا. بالنسبة لي، كان شيء مضحك. إني لا أركز بالواقع على انتمائي إلى تلك البلدة، المذنب، إن انتمائي للمنطقة ككل.
هذه صور ابن اختي الجديد. لذيذ لكنه كريه ونذل، لا يحب القبلات الكبيرة. سموه فهد، وهو اسم لا يعجبني، لكن على الأقل ليس من الأسماء الحديثة الغبية.
كوكي |
نشاهد أحياناً أنا والدكتور الألماني فيلم من اختياري، ودائما ما يكون من أفضل الأفلام التي أحب. حينما ننتهي، تناقش في أمره. غالباً ما أنظر في القيمة الفلسفية للفيلم، والعبرة منه، وأكون قد جمعت ملاحظات يحب الدكتور سماعها. إنه صديق يحب سماع أرائي، ليس بقصد دحضها أو استصغارها، وهذا أمر غير معتاد بالنسبة لي، وقد بدأت بالانطلاق بالتحدث عن أفكاري وأرائي على نحو لم أعهده في صداقة من قبل، سواء كان بسبب التضييق النفسي والفكري من الطرف الآخر، أو بسبب تفاوت الرؤى والهموم، باستثناء أختي الكبرى، التي أجد فيها الصديقة الأبدية والنهائية.
كان آخر الأفلام هو فيلم صيني، التنين المُخبأ , النمر المتحفز (Hidden Dragon, Crouching Tiger). وهو قد أثار زوبعة حينما صدر قبل سنوات، وكسب ورشح لجوائز اوسكار. ما يلفت الانتباه لأول وهلة هو القدرة الإخراجية الحركية والخيال الواسع، التقافز الحالم للمقاتلين في مطارداتهم. لكن الفيلم يخبئ فلسفة عميقة، وأحاسيس راقية خلفه، بدون المبالغات السخيفة في بعض الأفلام الصينية، هذا الفيلم وقور وجاد رغم كل ما يحوي من خيال. الشعور اليائس فيه يجعلني أشعر بالأسف، إنه يعرض نموذج متكرر كثيراً في الحياة، تلك الشخصيات التي تعيق حياتك بلا مبالاة أو إحساس بالمسئولية، شخصيات غارقة بالأنانية ولا تعرف ما تريد رغم كل شيء، وأنت ليس بمستطاعك أن تتخلى عنها، حتى تجرك للدمار في شق من حياتك، أو حياتك كلها، دون أن تكون أنقذتها، ودون أن تتوصل تلك الشخصيات في النهاية إلى معرفة ما تريد، والخروج بخلاصة، إنها شخصيات مليئة بالفراغ، ومحاطة به بقدر ما تفهم، وتتخبط، وتفقد الإحساس بما تجنيه على الآخرين. إنها شخصيات كان يجب أن تكرهها وتمضي بحياتك، لكنك لا تستطيع لسبب أو لآخر. تناقشنا حول رؤيتي هذه، وكان يبدو أن الدكتور لم يلاحظ هذا وهو يشاهد الفيلم، لكنه فهم الفيلم على نحو أفضل مع نقاشنا، وازداد إعجابه به، بعدما حسبه في البداية مفرط العاطفية، لكنه بالواقع لم يكن كذلك، إنما كان حول فلسفة حياتيه، لا علاقة لها بالشر كما نعرفه وكما تمثله الشخصية الشريرة في الفيلم، ولا بالأبطال بحد ذاتهم، لكن بالقدر الذي تجرهم إليه شخصية الفتاة الغرة والأنانية التي تجذب الجميع إلى هاويتهم، دون أن تستحق حب أحد وتضحياته. قالت الشخصية الشريرة في النهاية، وهي امرأة مقاتلة عجوز، كانت قد ربت كخادمة الفتاة النبيلة وعلمتها سراً فنون القتال، بأن السم ليس السم الذي نعرفه، إنما السم هو فتاة ذات ثمان سنوات، مضللة. كان هذه المجرمة قد أحبت هذه الطفلة من كل قلبها، واستنزفت نفسها لأجلها، لكنها في النهاية وقفت عند حد معين لتنهي ما بدا بأنه موقف ميئوس منه ومسدود، فاستخدمت الفتاة كطعم، لتقتلها وتقتل عدوها، الجانب الخير في القصة. قالت بأن الفتاة هي حبيبتها، وعدوتها النهائية، قبل أن تموت. أداء الممثلة هذه بارع على نحو لا يوصف، وبالواقع جميع الممثلين في الفيلم غير عاديين. لا ينتهي الفيلم هكذا عموماً. كم من أحبابنا، هم أعدائنا في النهاية؟ سواء قصدو أم لا.
مشينا في آخر مرة في ممشى طريق الملك عبدالله، كنت قد اقترحت هذا، وأعجبه الاقتراح. استمتعنا بالمسير والتحدث، وتناقشنا حول مختلف الأمور. كاد أن يقتنع قبل فترة بشراء جوال ذكي، لكنه فقد الحماس بعدما تشتت بين شراء جوال أو لوحي.
هو يتحدث 7 أو 8 لغات. سألته ما اللغة التي يريد أن يتعلمها لو كان سيتعلم لغة جديدة؟ قال اللغة العربية. هذا شيء أعرفه، سألته عن غيرها؟ فقال بأنه لا يريد أن يتعلم غيرها، إن لم يتعلمها يريد أن يتمرن على اللغات التي يعرف، خصوصاً لغتين قلما مارسهما. رغم أنه يحب النرويج، إلا أنه لا يتحدث لغتهم إلا قليلاً جداً، يفهم فقط القليل. ضحكت، قلت بأن صوت اللغات الاسكندنافية مضحك، خصوصاً النرويجية، لكني أحب صوتها. سألني لماذا؟ قلت لأنها عكس باقي اللغات صوتها يجعلها تبدو بدائية، وهذا يجعلها أكثر إنسانية بالنسبة لي. ضحك على الفكرة، مع أني صادق.
سألني ماذا أريد أن أتعلم بدوري؟ قلت بأني أريد أن أتعلم الكتابة والقراءة بالكورية، لكني غير مهتم بالتحدث، لماذا؟ قلت بأن نظام الكتابة لديهم شديد التطور والابتكارية، لأنه نظام حديث نسبياً، وهو يعتمد على المنطق إلى حد بعيد. سألني عن لغة أريد أن أتحدثها؟ قلت بأني كنت أفكر بالاسبانية، يمكن للمرء أن يتواصل كثيراً في أمريكا الجنوبية عبرها، لكني وجدت نفسي تعافها. حينما سألني عن السبب، قلت بسبب كل ما قاموا به تجاه الناس هناك. أريد أن أتعلم ربما الكيتشوا، بدأت أفكر بهذا مؤخراً، رغم أنه أمر مستحيل. سألني لماذا؟ قلت بأنها ستفتح المجال للتواصل مع أناس غير مألوفين على نحو أوسع، أناس لا نعرف عنهم شيئاً بخصوصيتهم وثقافتهم. هذه لغة السكان الأصليين في البيرو وربما الاكوادور.
اتفقنا على أن أعلمه العربية بقدر المستطاع، بدءا من اللقاء القادم. أتمنى أن أتمكن من إفادته، فليست لي خبرة في تدريس اللغة العربية، فأنا فاشل في القواعد نظرياً، رغم أني كنت أحب البلاغة وأفهمها جيداً.
ذهبنا إلى دبينقو، أو دبينغو كما يكتبها المحل، وهو متخصص بالشوكولاتة. مشروب الشوكولاتة لديه غير جيد، رغم ارتفاع سعره، فالكأس بـ19 ريال، وهذا الأرخص من حجمين.
قررت قراراً جديداً بشأل الرواية التي كتبتها منذ سنوات ولم أنشرها. قررت أن أنشرها على الانترنت، في مدونة خاصة بها ومجهزة ككتاب. للقرار أسباب كثيرة. كنت أريد أن أنشرها ذاتياً لأتعلم الصنعة، لكني لست بواثق من ظروف حياتي، ولست بواثق من استمرار مدخراتي على حالها في الأشهر القليلة القادمة (لن أتزوج). بهذه الظروف وهذه الحياة، والرواية المتروكة للغبار في مستندات قوقل، لا أشعر بالتشجع تجاه أكثر من تحريرها، فنشرها سيتطلب مجهوداً لا أدري إن كان لدي الوقت لمتابعته في الوقت الحالي، خصوصاً الفسح وما شابه (مررت بتجربة سقيمة مع وزارة الإعلام من قبل لأجل الرواية). ولست بواثق بأنها ستكون مربحة أو تكافئ العناء، أو أن تعلمي من نشرها سيتمخض عن شيء نظراً لظروفي. كلما فكرت بها، كلما رأيت بأني تأخرت كثيراً إلى حد ضار، بحيث أني أفقد رضاي عن إنتاجي أكثر فأكثر.
ومن يدري، ربما كان النشر على الانترنت باب لأمر مهم، فأنا لدي بعض الأفكر، لكن مرة أخرى؛ لا أدري عن الوقت، وأضيف؛ الحظ.
على الأغلب أني سأنشرها على شكل فصول، لأتمكن من الإعلان عنها في البريد وعلى الشبكة الاجتماعية أكثر من مرة دون أن أحرج نفسي. أتمنى أن يستمتع بقرائتها أكبر قدر من الناس، وربما يطلع عليها أحد مهتم بالإعلان وخلافه.
وهكذا؛ ذرت الرياح الإلكترونية آخر آمالي بالتواجد على نحو ملموس بالنسبة للقراء. إن ما تقرأونه مما أكتب تقرأونه بوساطة رقمية، وعلى ما يبدو سيظل كل ما يقرأ لي يظهر على هذا النحو، وليس هذا بأمر محزن بحد ذاته. خطر في بالي مؤخراً بأني ترقمنت بشكل ما، ترقمنت كشخص جزئياً. يظهر التعبير الإنساني عن ذاتي، وهذا من أهم جوانب الحياة في رأيي، على أكبر نحو هنا، في المدونة، على الانترنت، رقمياً، حيث يختار الناس القدوم والقراءة، دون أن أفرض نفسي. الحيز الضيق الذي أعبر به عن ذاتي خارج النطاق الرقمي يحوي قلة من الأشخاص؛ الدكتور الألماني على النحو الأكثف، أمي، أخواتي. لكن، هؤلاء هم فقط دائرتي الأقرب. لأي أحد آخر يلاحظني، أتخيل بأني أبدو لهم شيء رقمي؛ شيء يقرأون ما يقول على مدونته أو شبكة قوقل الاجتماعية، أرى كيف يبحثون عن سعد الحوشان على الشبكة فيصلون إلى مدونتي، لكن في الواقع، لا أحد يبحث عني، ولا أقول هذا بحزن، لكن ما أريد إيصاله هو أني بالنسبة للغالبية العظمى من الناس صفحة تُحدث كل شهر، حكايات غريبة لا توجد إلا في العالم الرقمي، وهذا بشكل ما، يجعل مني في أذهانهم فكرة رقمية، لا أتواجد خارج الانترنت فعلاً، سلسلة حكايات تظهر كل شهر.
ربما جزئياً أردت أن أظهر بشكل آخر لنفس الناس، ولسواهم، أردت أن أظهر على نحو ملموس، في كتاب يباع، أرسله إليهم عبر البريد مع رسالة شكر بخط يدي، يدي عبرت فوق أول صفحة، لتخط شكراً إلى شخص يهتم بالقراءة لي، يريد كتابي ويشتريه، يدرك وجود أعمق لي.
لكن يبدو أني سأظل رقمياً بالنسبة للناس؛ قلب رقمي ينبض بمشاعر وأفكار. ولا بأس، فهذا عادل بما يكفي؛ أتواجد بالنسبة لأحدهم بشكل ما على الأقل.
لكن؛
إني لست مجرد صفحة على الشبكة...
ولن أكون مجرد صفحات كتاب...
قد أبدو رقمياً للجميع...
لكني حقيقي...
موجود بقلب وعينان...
وكل ما يمكن تصوره عن إنسان...
ولعل كتفينا تلامستا...
ثم تبادلنا الابتسام...
أو أنك شممت عطري...
بعدما مضيتُ من مكان...
إني حي...
بروح متشرنقة صارخة...
تنتظر ككل الأرواح الانعتاق...
لتتعلق بأكتاف الملائكة...
كفراشة على وردة متفتحة...
أو كبتلة وقعت على غدير رقراق...
في البارحة، قرأت في جريدة خبر عن شخص عملت معه سابقاً، وقد تمت ترقيته إلى درجة استاذ. تم استعراض سيرته العلمية والعملية على نحو غير مألوف، لكنه جدير بشخص يقدس العلاقات العامة وتملق الناس. عرفت أنه يعمل الآن في السفارة السعودية في أمريكا، حالما قرأت هذا ابتسمت، ودعوت الله بأن يعين الرعايا السعوديين هناك. لست أكرهه، وإن كنت أنفر منه بشدة، لكني أجده إنسان غير مقبول، وغير صادق، وغير منتج، وبياع كلام. لم أشتري منه كلاماً، لكن يا الله، كم أتلف أعصابي وهو يحاول بيعي الكلام!. لكن، أليسوا هؤلاء هم من ينجح، ويرتقي في مهن الحكومة. كنت أشعر بنفور غير عادي منه، من كل ما يخصه، وكنت قد كتبت عن هذا كثيراً في تدويناتي الأولى هنا، حينما انتقلت للعمل في وزارة. كان من النوع الذي يتخيل بأنه يعمل حينما يعطي الأفكار الفاشلة ويذهب لينفذها الآخرين، ثم يُرفع العمل باسمه، وهذا ما جرى لي. لا أنكر بأنه حاول تعويضي بطرق اخرى، رغم علمه، وضيقه، بنفوري الشديد منه، وربما شعر بالأسف لذهاب جهودي لصالحه فقط. كنت أكره حضوره وأسلوبه المتملق المزيف حتى حينما كان يحاول أن يكون لطيفاً أو يمنحني شيئاً، فكنت أرفض. أتذكر أنه حتى أراني حسابه في البنك، وهذا شيء لا يقوم به أحد، ليريني بأنه ناجح باستثماراته، وليقنعني بأن أستثمر تحت رعايته ونصيحته، أو أدعه يستثمر لي مع إخوانه. وكان هذا عرضاً صادقاً أصر عليه لوقت طويل رغم تهربي ورفضي؛ لم أرد أن يربطني به شيء، رغم أنه لم يمكنني إلا أن أقدر ثقته. وكان يعلم ويضيق بنفوري طوال الوقت، وكان هذا يبدو على وجهه، ولم يكن يحاول أن يتقرب لي حباً في شخصي أو انجذاباً إلى شخصيتي، لكني أعلم بأنه كان يشعر بأنه يجب أن يعوضني بشكل ما. وربما كان لا يفهم لماذا أنفر منه كل هذا النفور، فاستغلاله لجهدي لم يكن يستحق كل هذا، رغم أنه شيء سيء جداً، لكن كما كنت قد قلت بأن الأرواح جنود مجندة حينما تحدثت عنه، ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف، ولا زلت مؤمنا بأن روحي تهرب من روحه، ولو احتضنني لهربت روحي من جسدي نفوراً. أتذكر حتى بأنه وصل إلى حال أن يضغط على نفسه، ويفرض طبيعته المتملقة فرضاً على نفسه، في حين كان يجب أن يعاملني ببرود وربما بكراهية تجاه برودي ونفوري الذي يزداد وضوحاً كلما تلفت أعصابي أكثر. كنت حتى قد أغلقت خط الهاتف في وجهه ذات مرة، بعدما لم أعد أستطيع أن أحتمل استغلاله غير الطبيعي، بعدما أعادني للعمل بعد نهاية الدوام لأجل أمر تافه كان يمكنه القيام به، وبعدما عدت كان يغلي من الداخل، لكن لم يقم بشيء يذكر. كان يعتقد بأني موهوب بالترجمة وجمع المعلومات وترتيبها، وكان هذا ما يجعله يحاصرني ويعصرني معنوياً وعملياً عصراً بكل طريقة ممكنة، فلم يكن لمديحه جدوى، ولم يكن لإعجابه بعملي تأثير. كان حتى يتصل بي أحياناً في الساعة الثانية عشرة في الليل، ليسأل ماذا فعلت بالعمل، وإلى أين وصلت. كان أمر منفر، حصار غير عادي. ورغم أن العمل لم يكن يتأخر أبداً لدي، وكان هذا من ضمن ما يعجبه، إلا أنه كان يريد أن يتابع باستمرار لمجرد الفضول والإصرار على بذل المزيد. قال ذات مرة بإعجاب صادق، مجرد على غير العادة، بأني أعمل على نحو فعال جداً في الصباح. لم يفكر بأن هذا يحدث لأنه لم يكن موجوداً في الصباح. قبل أن أنتقل عائداً إلى الجامعة، قال بطريقة أشعرتني بالقهر: سعد، ليش تروح؟ أنا أحتاجك هنا!!. شعرت بأني لم أحصل على ميزة لنفسي من جهودي. حينما طلبت الانتقال، كان مديري، أو من يتنازعني مع ذلك الدكتور، يحاول اقناعي بالبقاء، وكان الأمر بالنسبة إليه ليس عملاً فقط، لكنه عبر عن تقدير شخصي أيضاً، كان قد بدأ يرتاح إلي ويحبني، وقد شعر بالأسف لذهابي، حتى لأجل لفتات صغيرة من العناية بشؤونه. أما الوكيل، فلم يقصر بعرض تحسين وضعي ومساعدتي. لكن لم يكن هناك مجال للتفكير، كان يجب أن أكون قرب المستشفى الجامعي لأجل أهلي، دون هذه الميزة، لن يكون لأي شيء آخر معنى.
مشينا في آخر مرة في ممشى طريق الملك عبدالله، كنت قد اقترحت هذا، وأعجبه الاقتراح. استمتعنا بالمسير والتحدث، وتناقشنا حول مختلف الأمور. كاد أن يقتنع قبل فترة بشراء جوال ذكي، لكنه فقد الحماس بعدما تشتت بين شراء جوال أو لوحي.
هو يتحدث 7 أو 8 لغات. سألته ما اللغة التي يريد أن يتعلمها لو كان سيتعلم لغة جديدة؟ قال اللغة العربية. هذا شيء أعرفه، سألته عن غيرها؟ فقال بأنه لا يريد أن يتعلم غيرها، إن لم يتعلمها يريد أن يتمرن على اللغات التي يعرف، خصوصاً لغتين قلما مارسهما. رغم أنه يحب النرويج، إلا أنه لا يتحدث لغتهم إلا قليلاً جداً، يفهم فقط القليل. ضحكت، قلت بأن صوت اللغات الاسكندنافية مضحك، خصوصاً النرويجية، لكني أحب صوتها. سألني لماذا؟ قلت لأنها عكس باقي اللغات صوتها يجعلها تبدو بدائية، وهذا يجعلها أكثر إنسانية بالنسبة لي. ضحك على الفكرة، مع أني صادق.
سألني ماذا أريد أن أتعلم بدوري؟ قلت بأني أريد أن أتعلم الكتابة والقراءة بالكورية، لكني غير مهتم بالتحدث، لماذا؟ قلت بأن نظام الكتابة لديهم شديد التطور والابتكارية، لأنه نظام حديث نسبياً، وهو يعتمد على المنطق إلى حد بعيد. سألني عن لغة أريد أن أتحدثها؟ قلت بأني كنت أفكر بالاسبانية، يمكن للمرء أن يتواصل كثيراً في أمريكا الجنوبية عبرها، لكني وجدت نفسي تعافها. حينما سألني عن السبب، قلت بسبب كل ما قاموا به تجاه الناس هناك. أريد أن أتعلم ربما الكيتشوا، بدأت أفكر بهذا مؤخراً، رغم أنه أمر مستحيل. سألني لماذا؟ قلت بأنها ستفتح المجال للتواصل مع أناس غير مألوفين على نحو أوسع، أناس لا نعرف عنهم شيئاً بخصوصيتهم وثقافتهم. هذه لغة السكان الأصليين في البيرو وربما الاكوادور.
اتفقنا على أن أعلمه العربية بقدر المستطاع، بدءا من اللقاء القادم. أتمنى أن أتمكن من إفادته، فليست لي خبرة في تدريس اللغة العربية، فأنا فاشل في القواعد نظرياً، رغم أني كنت أحب البلاغة وأفهمها جيداً.
ذهبنا إلى دبينقو، أو دبينغو كما يكتبها المحل، وهو متخصص بالشوكولاتة. مشروب الشوكولاتة لديه غير جيد، رغم ارتفاع سعره، فالكأس بـ19 ريال، وهذا الأرخص من حجمين.
قررت قراراً جديداً بشأل الرواية التي كتبتها منذ سنوات ولم أنشرها. قررت أن أنشرها على الانترنت، في مدونة خاصة بها ومجهزة ككتاب. للقرار أسباب كثيرة. كنت أريد أن أنشرها ذاتياً لأتعلم الصنعة، لكني لست بواثق من ظروف حياتي، ولست بواثق من استمرار مدخراتي على حالها في الأشهر القليلة القادمة (لن أتزوج). بهذه الظروف وهذه الحياة، والرواية المتروكة للغبار في مستندات قوقل، لا أشعر بالتشجع تجاه أكثر من تحريرها، فنشرها سيتطلب مجهوداً لا أدري إن كان لدي الوقت لمتابعته في الوقت الحالي، خصوصاً الفسح وما شابه (مررت بتجربة سقيمة مع وزارة الإعلام من قبل لأجل الرواية). ولست بواثق بأنها ستكون مربحة أو تكافئ العناء، أو أن تعلمي من نشرها سيتمخض عن شيء نظراً لظروفي. كلما فكرت بها، كلما رأيت بأني تأخرت كثيراً إلى حد ضار، بحيث أني أفقد رضاي عن إنتاجي أكثر فأكثر.
ومن يدري، ربما كان النشر على الانترنت باب لأمر مهم، فأنا لدي بعض الأفكر، لكن مرة أخرى؛ لا أدري عن الوقت، وأضيف؛ الحظ.
على الأغلب أني سأنشرها على شكل فصول، لأتمكن من الإعلان عنها في البريد وعلى الشبكة الاجتماعية أكثر من مرة دون أن أحرج نفسي. أتمنى أن يستمتع بقرائتها أكبر قدر من الناس، وربما يطلع عليها أحد مهتم بالإعلان وخلافه.
وهكذا؛ ذرت الرياح الإلكترونية آخر آمالي بالتواجد على نحو ملموس بالنسبة للقراء. إن ما تقرأونه مما أكتب تقرأونه بوساطة رقمية، وعلى ما يبدو سيظل كل ما يقرأ لي يظهر على هذا النحو، وليس هذا بأمر محزن بحد ذاته. خطر في بالي مؤخراً بأني ترقمنت بشكل ما، ترقمنت كشخص جزئياً. يظهر التعبير الإنساني عن ذاتي، وهذا من أهم جوانب الحياة في رأيي، على أكبر نحو هنا، في المدونة، على الانترنت، رقمياً، حيث يختار الناس القدوم والقراءة، دون أن أفرض نفسي. الحيز الضيق الذي أعبر به عن ذاتي خارج النطاق الرقمي يحوي قلة من الأشخاص؛ الدكتور الألماني على النحو الأكثف، أمي، أخواتي. لكن، هؤلاء هم فقط دائرتي الأقرب. لأي أحد آخر يلاحظني، أتخيل بأني أبدو لهم شيء رقمي؛ شيء يقرأون ما يقول على مدونته أو شبكة قوقل الاجتماعية، أرى كيف يبحثون عن سعد الحوشان على الشبكة فيصلون إلى مدونتي، لكن في الواقع، لا أحد يبحث عني، ولا أقول هذا بحزن، لكن ما أريد إيصاله هو أني بالنسبة للغالبية العظمى من الناس صفحة تُحدث كل شهر، حكايات غريبة لا توجد إلا في العالم الرقمي، وهذا بشكل ما، يجعل مني في أذهانهم فكرة رقمية، لا أتواجد خارج الانترنت فعلاً، سلسلة حكايات تظهر كل شهر.
ربما جزئياً أردت أن أظهر بشكل آخر لنفس الناس، ولسواهم، أردت أن أظهر على نحو ملموس، في كتاب يباع، أرسله إليهم عبر البريد مع رسالة شكر بخط يدي، يدي عبرت فوق أول صفحة، لتخط شكراً إلى شخص يهتم بالقراءة لي، يريد كتابي ويشتريه، يدرك وجود أعمق لي.
لكن يبدو أني سأظل رقمياً بالنسبة للناس؛ قلب رقمي ينبض بمشاعر وأفكار. ولا بأس، فهذا عادل بما يكفي؛ أتواجد بالنسبة لأحدهم بشكل ما على الأقل.
لكن؛
إني لست مجرد صفحة على الشبكة...
ولن أكون مجرد صفحات كتاب...
قد أبدو رقمياً للجميع...
لكني حقيقي...
موجود بقلب وعينان...
وكل ما يمكن تصوره عن إنسان...
ولعل كتفينا تلامستا...
ثم تبادلنا الابتسام...
أو أنك شممت عطري...
بعدما مضيتُ من مكان...
إني حي...
بروح متشرنقة صارخة...
تنتظر ككل الأرواح الانعتاق...
لتتعلق بأكتاف الملائكة...
كفراشة على وردة متفتحة...
أو كبتلة وقعت على غدير رقراق...
في البارحة، قرأت في جريدة خبر عن شخص عملت معه سابقاً، وقد تمت ترقيته إلى درجة استاذ. تم استعراض سيرته العلمية والعملية على نحو غير مألوف، لكنه جدير بشخص يقدس العلاقات العامة وتملق الناس. عرفت أنه يعمل الآن في السفارة السعودية في أمريكا، حالما قرأت هذا ابتسمت، ودعوت الله بأن يعين الرعايا السعوديين هناك. لست أكرهه، وإن كنت أنفر منه بشدة، لكني أجده إنسان غير مقبول، وغير صادق، وغير منتج، وبياع كلام. لم أشتري منه كلاماً، لكن يا الله، كم أتلف أعصابي وهو يحاول بيعي الكلام!. لكن، أليسوا هؤلاء هم من ينجح، ويرتقي في مهن الحكومة. كنت أشعر بنفور غير عادي منه، من كل ما يخصه، وكنت قد كتبت عن هذا كثيراً في تدويناتي الأولى هنا، حينما انتقلت للعمل في وزارة. كان من النوع الذي يتخيل بأنه يعمل حينما يعطي الأفكار الفاشلة ويذهب لينفذها الآخرين، ثم يُرفع العمل باسمه، وهذا ما جرى لي. لا أنكر بأنه حاول تعويضي بطرق اخرى، رغم علمه، وضيقه، بنفوري الشديد منه، وربما شعر بالأسف لذهاب جهودي لصالحه فقط. كنت أكره حضوره وأسلوبه المتملق المزيف حتى حينما كان يحاول أن يكون لطيفاً أو يمنحني شيئاً، فكنت أرفض. أتذكر أنه حتى أراني حسابه في البنك، وهذا شيء لا يقوم به أحد، ليريني بأنه ناجح باستثماراته، وليقنعني بأن أستثمر تحت رعايته ونصيحته، أو أدعه يستثمر لي مع إخوانه. وكان هذا عرضاً صادقاً أصر عليه لوقت طويل رغم تهربي ورفضي؛ لم أرد أن يربطني به شيء، رغم أنه لم يمكنني إلا أن أقدر ثقته. وكان يعلم ويضيق بنفوري طوال الوقت، وكان هذا يبدو على وجهه، ولم يكن يحاول أن يتقرب لي حباً في شخصي أو انجذاباً إلى شخصيتي، لكني أعلم بأنه كان يشعر بأنه يجب أن يعوضني بشكل ما. وربما كان لا يفهم لماذا أنفر منه كل هذا النفور، فاستغلاله لجهدي لم يكن يستحق كل هذا، رغم أنه شيء سيء جداً، لكن كما كنت قد قلت بأن الأرواح جنود مجندة حينما تحدثت عنه، ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف، ولا زلت مؤمنا بأن روحي تهرب من روحه، ولو احتضنني لهربت روحي من جسدي نفوراً. أتذكر حتى بأنه وصل إلى حال أن يضغط على نفسه، ويفرض طبيعته المتملقة فرضاً على نفسه، في حين كان يجب أن يعاملني ببرود وربما بكراهية تجاه برودي ونفوري الذي يزداد وضوحاً كلما تلفت أعصابي أكثر. كنت حتى قد أغلقت خط الهاتف في وجهه ذات مرة، بعدما لم أعد أستطيع أن أحتمل استغلاله غير الطبيعي، بعدما أعادني للعمل بعد نهاية الدوام لأجل أمر تافه كان يمكنه القيام به، وبعدما عدت كان يغلي من الداخل، لكن لم يقم بشيء يذكر. كان يعتقد بأني موهوب بالترجمة وجمع المعلومات وترتيبها، وكان هذا ما يجعله يحاصرني ويعصرني معنوياً وعملياً عصراً بكل طريقة ممكنة، فلم يكن لمديحه جدوى، ولم يكن لإعجابه بعملي تأثير. كان حتى يتصل بي أحياناً في الساعة الثانية عشرة في الليل، ليسأل ماذا فعلت بالعمل، وإلى أين وصلت. كان أمر منفر، حصار غير عادي. ورغم أن العمل لم يكن يتأخر أبداً لدي، وكان هذا من ضمن ما يعجبه، إلا أنه كان يريد أن يتابع باستمرار لمجرد الفضول والإصرار على بذل المزيد. قال ذات مرة بإعجاب صادق، مجرد على غير العادة، بأني أعمل على نحو فعال جداً في الصباح. لم يفكر بأن هذا يحدث لأنه لم يكن موجوداً في الصباح. قبل أن أنتقل عائداً إلى الجامعة، قال بطريقة أشعرتني بالقهر: سعد، ليش تروح؟ أنا أحتاجك هنا!!. شعرت بأني لم أحصل على ميزة لنفسي من جهودي. حينما طلبت الانتقال، كان مديري، أو من يتنازعني مع ذلك الدكتور، يحاول اقناعي بالبقاء، وكان الأمر بالنسبة إليه ليس عملاً فقط، لكنه عبر عن تقدير شخصي أيضاً، كان قد بدأ يرتاح إلي ويحبني، وقد شعر بالأسف لذهابي، حتى لأجل لفتات صغيرة من العناية بشؤونه. أما الوكيل، فلم يقصر بعرض تحسين وضعي ومساعدتي. لكن لم يكن هناك مجال للتفكير، كان يجب أن أكون قرب المستشفى الجامعي لأجل أهلي، دون هذه الميزة، لن يكون لأي شيء آخر معنى.
حاول الدكتور الانتهازي أن يتظاهر بأن المميزات التي عرضت علي حينما طلبت الانتقال من عندهم كانت بإيعاز منه، لكنه لم يكن صادقاً، وقد قالها بطريقة تحوي كل اللطف المنافق، لكن كان الأمر أشبه بالمنة برد الدين.
وبالواقع، ذهابه دبلوماسياً في أمريكا جعلني أشعر بأن الدكاترة الذين يرسلون بمهام مشابهة يتمتعون بالنقائص المطلوبة على ما يبدو، إذ أني أعرف أكاديمي آخر شديد الغباء ويعمل ملحقاً في الخارج، لكن له سماته المختلفة، ففي حين أن الأول الذي عملت معه لم يكن شريراً أو يتعمد جرح الناس، كان الآخرعكسه تماماً، كما أنه يتملق على مستويات أعلى، مما يضاعف من خسته، وهو بعيد عن التعاطف لمن هم دون عنه، قريب من النذالة والقسوة، ولم أرى أحد يعشق الكذب أكثر منه.
منذ أيام نزل تحديث جديد لمتصفح كروم، وهذا يعني أن نظام كروم سيتم تحديثه بعد ذلك بفترة قصيرة. كنت أدعو الله أن يصلح هذا التحديث جهازي، الذي تعرض للفك والتعذيب بواسطة أخي بلا جدوى، وتم إزعاج قوقل ومجتمع مالكي الجهاز بخصوص مشكلتي معه دون طائل. حينما صحوت صباح اليوم باكراً جداً (أنا مريض هذه الأيام، ربما لهذا لم أنتظر المنبه) شغلت الجهاز وإذا ووجدت أن هناك تحديث. كانت لحظات انتظار عصيبة. لكن في نهايتها؛ الجهاز عمل كما كان، والحمد لله والشكر. أنا سعيد، ولم أعد مستعجلاً على شراء كمبيوتر.
سوني اريكسون، التي اشتريت منها واختي وابنها جوالات مؤخراً، أضافت خدمة رائعة لمستخدمي الجهاز حصرياً. يوجد موقع لرفع الملفات وتعديلها ومشاركتها اسمه بوكس، وهو يعطي مجاناً 5 قيقا للمستخدم، لكن بالاتفاق مع سوني، سيمنح مستخدمي جوالاتها 50 قيقا. عرض مجنون. سأستفيد منه إن شاء الله، رغم أني لا زلت أجد خدمات قوقل كافية، لكن من يدري.
زرت مطعم مكسيكي جديد نسبياً قرب حينا، أو فرع جديد من مطعم ليس بجديد على حد علمي. إني أعرف الآن بأن الطعام المكسيكي بغض النظر عن جودة تحضيره ليس مما يستهويني كثيراً صدقاً. يمكنني أن آكله، وأستمتع به، لكنه ليس أفضل خياراتي، وليس مما أتحمس إلى أكله. ذهبت باثنين من ابناء إخواني إلى هذا المطعم للتجربة، وأكثر ما أذهلني هو الخدمة غير العادية هناك، والود واللطف الشديد الذي يعاملونك به. بصراحة، لا أعرف مطعماً متخصصاً بالطعام الفاخر يتمتع بطاقم ودود بصدق، فجلهم إما فلبينيون مغرورون أو لا مبالين، أو هنود يفتقرون إلى الخبرة وأحياناً اللطف، ومن النادر رؤية نيباليين، وهم بالعادة لطفاء بحسب تجربتي وحسنو الحضور. في هذا المطعم، فتح لنا الباب بترحاب لطيف، وأخذنا إلى طاولة، وعرفنا النادل على نفسه بلطف، وهو فلبيني، وقال بأنه هو المسئول عن خدمتنا، لنناديه حينما نحتاج إلى أي شيء. كان الطعام جيداً بكل تأكيد، وكميته كافية جداً باستثناء الأرز، الذي أعتقد بأنه كطبق هو أطعم ما يحوي المطبخ المكسيكي بالنسبة لي. كان النادل يحضر ليطمئن على استمتاعنا بالوجبة وليرى حاجتنا لأي شيء. وحينما لا يحضر هو إذا انشغل بشيء، يلاحظ نادل آخر ويأتي للاطمئنان، وقد يعبر أحدهم ويرى كأس المشروب فارغ فيعرض ملئه لنا دون أن نطلب. كما قلت، لست من هواة الطعام المكسيكي، لكني استمتعت بالوجبة جداً بسبب الخدمة، ولأنها بغض النظر عن تفضيلاتي كانت جيدة. إن سعر الطعام غال لديهم، لكنك تدفعه بسعادة.
جاء مدير المطعم، وتسائل عن تجربتنا، واستمع لما قلت جيداً، ملاحظتي حول، لطف العاملين هناك، الطعام وجودته المرضية، وقلة الأرز، حيث عرض إحضار المزيد، لكني رفضت بالطبع، كانت مجرد ملاحظة ولم يكن يمكنني أكل المزيد، فاللحم كان كثيراً.
حينما خرجنا ودعونا، وودعتهم قائلاً بأني سأراهم في المرة القادمة، فرد النادل الذي فتح لنا الباب بسعادة قائلا: إن شاء الله. وهو فلبيني آخر، وليس فرانسيسكو الذي اهتم بنا.
كنت مسروراً بالمعاملة إلى درجة أني دعوت همام، صديقي الصيني، ليجرب المطعم بعد اسبوعين (في الأسبوع الأول لم يتمكن من لقائي). ذهلت حينما وجدت أن فرانسيسكو يتذكرني، ويسأل عن ابناء أخي، الذين قلت بأني لم أحضرهم، فأنا لا أريد أن أفرط بتدليلهم (أرجو أن لا يقرأوا هذا!!). أعجب همام بالطعام كثيراً، وأعجب بالخدمة أكثر. كانت المرة الأولى له في مطعم مكسيكي. لم أتوقع أن يعجبه الطعام إلى هذا الحد بصراحة، لأني افترضت بأنه سيجده غريباً وثقيلاً. كان تعاملهم يشعرني بأني استضفت صديقي على نحو جيد.
اسم المطعم إل-تشيكو. الفرع الذي ذهبت إليه هو في طريق الملك عبدالعزيز في أقصى الشمال، في مجمع المطاعم على الدوار الذي يتسيده مطعم مكدانلدز.
أتمنى لو كان لدينا أنواع أخرى من المطاعم، من ثقافات ودول جديدة على السوق. قرأت بأن الموضة ستصبح الآن في عواصم الطعام للمطابخ الأمريكية الجنوبية، فهي غير مستكشفة، لكن الرياض هي عاصمة الشاورما والمثلوثة، حيث يأكل الناس بلا تفكير أو تذوق، مجرد حشو ذاتي.
وبذكر الطعام، انتظر اليوم، الاربعاء، من بداية الأسبوع. زميلة أختي صانعة شوكولاتة محترفة، وقد تعلمت في دورات خارجية كيفية صنعها. تقول أختي بأن ما تصنع لا يوصف، لذلك طلبت لأجلي بضع حبات (هي تبيعها للناس، لكن لا يبدو لي أنها تعرف كيف تسوق لنفسها على نطاق واسع). رفضت المرأة صنع النوع الذي طلبته أختي، مقترحة، بما أني ذواق للشوكولاتة، أن ترسل إلي نوع آخر. لا يسعني الانتظار. للشوكولاتة قيمة كبيرة في قلبي. كما كنت قد قلت في أول تدويناتي؛ ألذ شوكولاتة تذوقتها جاء بها وكيل الوزير من سويسرا في الوزارة التي عملت بها مؤقتاً. لكن، لا يعني هذا بأنها أكثر ما استمتعت به، لأنه يوجد شوكولاتة قلبية، يؤتى بها خصيصاً لك دون طلب أو ضغوط.
للأسف، تعرضت المرأة الفاضلة إلى حادث سيارة، أسأل الله لها السلامة. طمأنتني أختي بأنها على ما يرام، لكن لا بد أنها ترتاح في المنزل. إن الحوادث ليست بالأمر الهين، حتى لو لم يصب المرء.
من محل للشاي الصيني، على طريق الملك عبدالعزيز قرب مطعم الرومانسية، اشتريت قبل فترة علبة شاي أخضر مكلفة. كانت أول الأوراق لا مثيل لها، لم أرى أوراق شاي كاملة قبل ذلك، ولم أتذوق شاي أخضر بنفس روعة الرائحة والنكهة، إلى درجة أني مباشرة تعودت عليه بلا سكر، بل أصبحت أشرب الكوب تلو الآخر بتلذذ. لكن، بعد قليل من الاستهلاك، اكتشفت بأن الأوراق الجيدة في الأعلى، أما تحتها، فهي أوراق مفتتة وذابلة على نحو منفر، وتتخلها الأغصار الطويلة التي تأكل من الكمية الصالحة للاستهلاك؛ إنهم غشاشون. شعرت بالقرف من هذه الوضاعة، ولن أشتري من المحل مرة أخرى. أعتقد ان اسمه روح الطبيعة، هو عموما في طريق الملك عبدالعزيز في حي المصيف.
ربما سأجرب قوشويندر أو شيء من هذا القبيل، محل ذو اسم صعب، ولكن يبدو أنه أكثر احترافية.
رأيت قبل قليل مقطع لوزير الزراعة، مقطع لم يزدني إلا اقتناع بأن معضلتنا تتجلى بالقسوة وضعف إدراك حاجة الناس ومشاعرهم، أي الأنانية. الأمر يطول الحديث حوله، لكني يائس إلى حد بعيد.
زميلي الملتزم العصبي سيذهب لأسابيع لأجل امتحاناته، لن يذهب وحده، لكني سأفتقده أكثر، سأفتقد اللطف الذي يخصني به، والذي أقدره كثيراً.
وبذكر الطعام، انتظر اليوم، الاربعاء، من بداية الأسبوع. زميلة أختي صانعة شوكولاتة محترفة، وقد تعلمت في دورات خارجية كيفية صنعها. تقول أختي بأن ما تصنع لا يوصف، لذلك طلبت لأجلي بضع حبات (هي تبيعها للناس، لكن لا يبدو لي أنها تعرف كيف تسوق لنفسها على نطاق واسع). رفضت المرأة صنع النوع الذي طلبته أختي، مقترحة، بما أني ذواق للشوكولاتة، أن ترسل إلي نوع آخر. لا يسعني الانتظار. للشوكولاتة قيمة كبيرة في قلبي. كما كنت قد قلت في أول تدويناتي؛ ألذ شوكولاتة تذوقتها جاء بها وكيل الوزير من سويسرا في الوزارة التي عملت بها مؤقتاً. لكن، لا يعني هذا بأنها أكثر ما استمتعت به، لأنه يوجد شوكولاتة قلبية، يؤتى بها خصيصاً لك دون طلب أو ضغوط.
للأسف، تعرضت المرأة الفاضلة إلى حادث سيارة، أسأل الله لها السلامة. طمأنتني أختي بأنها على ما يرام، لكن لا بد أنها ترتاح في المنزل. إن الحوادث ليست بالأمر الهين، حتى لو لم يصب المرء.
من محل للشاي الصيني، على طريق الملك عبدالعزيز قرب مطعم الرومانسية، اشتريت قبل فترة علبة شاي أخضر مكلفة. كانت أول الأوراق لا مثيل لها، لم أرى أوراق شاي كاملة قبل ذلك، ولم أتذوق شاي أخضر بنفس روعة الرائحة والنكهة، إلى درجة أني مباشرة تعودت عليه بلا سكر، بل أصبحت أشرب الكوب تلو الآخر بتلذذ. لكن، بعد قليل من الاستهلاك، اكتشفت بأن الأوراق الجيدة في الأعلى، أما تحتها، فهي أوراق مفتتة وذابلة على نحو منفر، وتتخلها الأغصار الطويلة التي تأكل من الكمية الصالحة للاستهلاك؛ إنهم غشاشون. شعرت بالقرف من هذه الوضاعة، ولن أشتري من المحل مرة أخرى. أعتقد ان اسمه روح الطبيعة، هو عموما في طريق الملك عبدالعزيز في حي المصيف.
ربما سأجرب قوشويندر أو شيء من هذا القبيل، محل ذو اسم صعب، ولكن يبدو أنه أكثر احترافية.
رأيت قبل قليل مقطع لوزير الزراعة، مقطع لم يزدني إلا اقتناع بأن معضلتنا تتجلى بالقسوة وضعف إدراك حاجة الناس ومشاعرهم، أي الأنانية. الأمر يطول الحديث حوله، لكني يائس إلى حد بعيد.
زميلي الملتزم العصبي سيذهب لأسابيع لأجل امتحاناته، لن يذهب وحده، لكني سأفتقده أكثر، سأفتقد اللطف الذي يخصني به، والذي أقدره كثيراً.
سعد الحوشان
مرحبا سعد ..
ردحذفها انا افتح موقع بلوجر من جديد
وها انا ارى حرفي من جديد في مربع برتقالي :) <-- قد يكون احد اسباب اختياري للتدوين على هذا الموقع!!
اول ماخطر ببالي بعد دخولي مدونتي هو القدوم هنا ..
لا اعلم ان كان مامر بالفتره السابقه من عدم تواجدي هنا تقصيرا تجاه مدونتك ام تجاه نفسي !!
يعجبني سهولة رفضك لأداء اي طلب حين لاتكون مقتنعا او لديك اسبابك ..
اتمنى لو استطيع فعل ذلك
احيانا لا اكون مقتنعه او لا اريد .. لكن اخجل ان ارفض حين يطلب مني خدمه ..
اتمنى ان اصل لهذه المرحله فيك وان اتمكن من الرفض دون الاكتراث ..
احيانا قد ارفض بطريقه غير مباشرة .. لكن يضل الامر يشغل تفكيري ..
واتمنى ايضا بجد ان اصل الى هذا المستوى من صقل سمة الإنتقاء لديك .. لكن لا اظن !!
المعزي بالامر اني لم اعد انصدم او اتأزم او اتضايق حين خيبة الامل :) بل يمر الامر علي مرور الكرام مهما بلغ اندفاعي ببداية الامر ..
بدون تفاصيل وبدون شرح .. انا اتفهم جدا تعاملك مع والدك ولا ارى فيه خطأ ما .. ويعجبني تفهمك لتفكير الاخرين والصبر عليه ..
الله يقويك ويعطيك العافيه ..
مبروك العضو الجديد في العائله .. يدنن :)
يشبه واحد من المحمدين .. صح !
حنا بعد جتنا عضوه جديدة .. بس ياحرام مسكينه .. مُهمله جدا جدا .. رغم تفوقها في الجمال والبريق والهدوء.. الا ان العنود مازالت ماكله (كل) الجو
أطلت وحاولت لكن مافهمت النكته ..
ورغم اني لا أقرأ روايات الا اني
بأنتظار روايتك ..
على ذكر الروايات ..
ممممممممم تعرف روايه اسمها [الرجال والفئران] ؟
وان كنت تعرفها هل تخبرني برأيك ؟
.
الأخت العزيزة استثناء،
ردحذفإن في غيابك تقصير تجاه نفسك بالتأكيد، فمن يعاف الأجر؟ إني أعتبر تفاعلك مع المدونة إحسان بها، وإثراء.
لقد سعدت كثيراً حينما رأيت تعليقك. وصلني بينما أنا في المطعم أعمل على مراجعة وتنقيح الرواية وأشرب الكولا ككل يوم، في جزء مفصلي(من الرواية والكولا)، إذ رن الجوال فحولت المتصفح إلى البريد، توقعت أنه استقبل بريد الكتروني.
بالنسبة لأمر رفض أداء الخدمات، فالأمر يخضع لميزان عدالة في داخلي على ما أعتقد. جربي صنع ميزان في داخلك وحاولي الاحتكام إليه بطريقة عملية، خصوصاً مع من لا يستحق التضحية بالرغبة الداخلية، أو ببساطة يطلب أكثر من اللازم والمستطاع.
لقد رأيت الكثير من النماذج التي تعاني بسبب استنزاف الناس لها، ومن جهات معينة، أحياناً أكون من هذه النماذج. أتذكر صديق لي قديماً كان يعاني أشد المعاناة من الاستنزاف، لأن طبيعة مجتمعه تعتمد على رمي الثقل كاملاً على من لديه ميزة. كنت حقاً أشفق عليه. تذكرت حينما علقتِ هذا التعليق، لأنه قال شيء مماثل من قبل.
إن أفضل ما يمكنك القيام به وهذا حالك هو التبرير مسبقاً والاعتذار بالظرف؛ ثم الرفض الواضح اللطيف.
هذا ما أعتقده.
أما بالنسبة للانتقاء، فبالواقع هذه السمة على أنها أفضل مما كانت عليه لدي، وأنا أعتقد بأنها كانت دوماً لدي، أقول على أنها أفضل مما كانت عليه، إلا أني أتوقع دائماً هامش خطأ في الأمر، وربما هذا الاعتقاد بسبب طبيعتي الأخرى؛ إعادة النظر باستمرار في نفسي وما حولي، بالإضافة إلى حدوث أخطاء في وقت سابق.
أعتقد أن أول خطوة لتفعيل الانتقاء الإيجابي هي الوعي بوجوده كإمكانية وميزة. إنك عاطفية فيما أحسب، والكل لديه عواطف، لكن، الإنتقاء تغلب عليه العملية والتقييم العقلي، والنظر الفاحص. ولا تحسبي بأن هذا يحد من العاطفة أو يحجمها، إنما هذا يصقلها أيضاً، ويضعها في المسار الصحيح، أو ما نرجو أنه صحيح منطقياً.
أعتقد بأنه أمر حسن بأنك لم تعودي تنصدمين، بقدر ما أنه قد يبدو للآخرين كأمر محزن، دال على سوء الحظ الملازم. لكني أرى بأنه دال على النضوج كذلك، وهذا مهم وجيد.
أشكرك على طيب إحساسك تجاه أمري ووالدي. لكن في الحقيقة، في الإمر إشكال كبير في نفسي.
بالنسبة للعضو الجديد؛ فهو لا يشبه أي من المحمدين، لكن أتصور بأنك تخيلت هذا بسبب استدارة وجه أحدهم نوعاً ما. هذا ليس أخ لأي منهم. هذا الجديد إنسان مزاجي، وصعب المراس، فلا تغرنك الصور. لكن خديه لذيذين ما شاء الله، وصلعته ناعمة (هذي مزايا، ومثلك يفهم على طاري بنتكم الجديدة :-))
تعتقدين بأن الجديدة متفوقة على العنودة، لكن يصعب تخيل هذا، ما شاءالله.
أما بالنسبة للنكتة، فقد ضحكت على عدم فهمك لها، لأنه عدم فهمك أمر مفهوم!!. والشرح سيجعلها أكثر سخافة، هذه معضلة!.
أما عن عدم قراءتك للروايات وانتظارك لروايتي، فأشكرك من قلبي، أتمنى أن تستمتعي بها،
إن شاء الله. ولو لم تكن جيدة جداً، لكن إن استمتعتي بها فسيكون هذا أمر رائعاً. إني أرغب أن يقيمها الناس من جهة استمتاعهم المجرد بقراءتها.
لم أقرأ الرجال والفئران، شعرت بأن الاسم مألوف لكن لم أقرأها. بعد البحث عرفت بأنها للكاتب شتينبك، الفئران والرجال. كثيراً ما مر علي اسمه، وبمراجعة الموسوعة وجدت أنه فائز بنوبل الآداب.
لكني لا أميل إلى قراءة الأدب الأمريكي إلا في حالات قليلة نادرة وغالباً لكتّاب قدماء، ربما لهذا لم أقرأ ما كتب. لكن ربما سأجرب رواية من رواياته.
يبدو أن هذه الرواية بالذات جميلة، الفئران والرجال، يبدو أنها إنسانية مما قرأت عنها الآن.
هل ستقرأينها؟.
شكراً جزيلاً
الفئران والرجال ..
ردحذفاتمنى حقا قرائتها ولكني لا امتلك الوقت لذلك..
لم اخبرك اني اوقفت دراستي في المعهد من اكثر من اسبوعين واكماله لاحقا فقط لأحصل على القليل من الوقت ..
الى جانب اني انسى ذلك كثيرا .. ورغم اني وضعتها على الجهاز وعلى الجوال الا اني مازلت انسى ذلك ..
قرأت اول الصفحات منها واعجبتني كثيرا.
بداية معرفتي بها لا اتذكره
وجدت اني قد كتبت اسمها واسم كاتبها في ملاحظات الجوال لدي ولا اعلم متى ولا لما !!
ولكني اعلم جيدا اني لااكتب في ملاحظات الجوال الا مالفت انتباهي جدا او اثار فضولي جدا ..
كنت اسألك عن رأيك لعلك تقول اعرفها وانها ليست جيده حتى انسى امرها ..
سأكمل قرائتها بالتاكيد
لكن متى ؟ الله اعلم :)
صحيح, أنا جربت المطعم المكسيكي الجديد (شكلنا جيران ياسعد:)) وأعجبني تعاملهم حتى إنه جاء المدير (شامي) وسألني عن المطعم وشيء ثاني إني طلبت الصراحة أكل كثير وكان فيه بواقي فجابوا صحن فاضي وحطوا فيه الباقي مع التزيين بعد لكن الأكل ماكان حلو مرة
ردحذفأهلاً أبو كرم،
ردحذفلا شك بأن أفضل ما في المطعم هو الخدمة والتعامل الجيد، وليس الطعام، الذي أعتبره جيداً جداً، لكن ربما ليس الأجود، على أني لا أستطيع الحكم على الطعام المكسيكي كثيراً لأني لا أعتبر المطبخ نفسه مفضلاً لدي؛ أو على الأقل ما يوجد منه لدينا، فتجربتي له ليست عميقة.
لكني أعلم بأني حينما أفكر بدعوة أحد، فسيكون المطعم ضمن خياراتي الأولى، لأن التجربة ككل سارّة، وتعطي شعوراً بحسن الضيافة والتلقائية المريحة.
شكراً جزيلاً.