بسم الله الرحمن الرحيم
أحدثكم الآن من الهند. حيث ذهبت لمرافقة أمي وابنة أختي مع أختي للعلاج بطب الايورفيدا القديم. نحن تحديداً في ولاية كيرلا. الأمور هنا لا بأس بها، والحمد لله على كل حال. ربما بدأت تستقر أحوالنا.
بدأت الأمور بشكل مقبول. فقد يسر الله سفرنا إلى حد بعيد. في المطار بالرياض، كانت الصفوف طويلة، جداً. كانوا جلهم هنود، حيث كنا سنسافر إلى الهند، وعبر الخطوط الهندية. ذهبت لسؤال شاب سعودي من موظفي الجوازات، وقال لي أن أذهب إلى فلان في الجهة المقابلة، وأخبره بأني قادم من طرفه. ذهبت، كان هناك اثنين، اعمارهم في الاربعينات، وأخبرتهم بما قال. وقف أحدهم، وهو ملتحي، من الرويجح أو الراجح، لست متأكداً، وسألني عن تفاصيل سفري، وطلب مني ترك أهلي ليستريحوا على الكراسي، وأحضر الحقائب التي يدفعها رجل إليه. حينما حضرت الحقائب، أخذ مني التذاكر، وتركنا صاحب الحقائب يستلمها من التفتيش عبر المكينة. هناك، سبقنا الصف، وشعرت بميزة أني سعودي في بلدي، أخيراً، وبكل صراحة. هناك، أعطى صاحب الخطوط، وهو هندي، تذاكري، وكلمه باسمه أن يضعنا معاً لأننا عائلة. جاء دور الحقائب، وشرح لي كيف اطابق الأرقام، علمت بأن جهلي وعدم خبرتي تبدو على وجهي، وتستجدي الشفقة. لم أمانع أبداً، فهذا هو الواقع، وحينما يكون معك عائلة، شخصين منها مرضى، وجلها أناث، فإنك تريد أي مساعدة وتبسيط. أنهى أموري سريعاً جداً، وكانت هذه مفاجئة سارة. حين أردت أن أدفع لصاحب العربة، لم أجد فكة تكفي، وكانت غالب أموالي ربيات. فقام الرجل الملتحي بسحب ريالين من صاحب العربة، حيث أعطيته سبعة، وأضافة خمسة إلى الخمسة التي أعطيته. حاولت أن أثنيه، ولكنه رفض، يا له من موقف. شكرته، وطلب الدعاء، فجزاه الله خيراً. أتمنى أن يقيض لي الله التعرف إليه حينما أعود، وأخدمه. وجدنا مكاننا في الطائرة خلف الحاجز بين الدرجة السياحية والأولى. هذا يعني مساحة كبيرة لتمديد أرجلنا، وهذا أمر ضروري جداً لأمي. أخشى أني في العودة لن أتمكن من توفير نفس الظروف. طائرتهم ضيقة، ومقاعدها غير مريحة. كنا سنتوجه إلى مسقط، ومن هناك إلى كاليكوت. لم أرى مسقط، ولم أرى كاليكوت فعلياً، لكني أثق بأن مسقط أفضل للعيش. كان صديقي سيد، وهو محاضر هندي، قد أخبرني أن الخطوط الهندية سيئة في ليلة السفر، لكن لم يكن هناك مناص عنها، فهي الوحيدة الشاغرة في أقرب فرصة. قال لي أن المضيفات كريهات فيها، وأنهم عموماً لا يوظفون إلا نساء فوق الأربعين لهذه الوظيفة. عموماً، أشعرتني ملاحظة عمر المضيفات بالارتياح، فهذا ربما سيجعلهن أكثر رزانة واحتشام بالتحرك. لاحظت مباشرة أن المضيفات غير احترافيات تماماً بالبداية. وأنهن قد يحتجن إلى بعض الإصرار للاستماع. كن هندوسيات كبيرات بالعمر بالفعل. شعرت بالضيق بالبداية لخوفي من عدم تقديرهن لظروفنا الخاصة. لكن يا لها من مفاجئة، حينما أطلعتهن على ظروفنا تفهمن، وساعدننا كثيراً. كن ودودات، ومتفهمات، لكن على نحو عفوي، وليس على النحو المصطنع عموماً لدى أهل المهن المثيلة. أراحت إحداهن مرتبة ابنة أختي إلى الخلف دون طلب، حينما رأتها نائمة، وزادتها وسادة بحنان. لم نكن السعوديين الوحيدين على الطائرة، كان خلفنا تماماً بضعة رجال كبار، يكبحون جماح الكلام الرديء بوضوح، لكنهم أزعجونا كثيراً بسلوكهم المراهق.
للأسف، تم اسبدال طاقم المضيفات في مسقط، وجائت حيزبون تدعى كمال، وظهرت البطون من تحت الساري وقد كانت مستورة(ويا ليتها ما ظهرت، كان بطن كمال يتدلى فعلياً كقطرة كبيرة حينما تنحني)، ووزعت الخمور بعد ذلك، وابتدأت المعاناة مع تجاهل واستهتار المضيفات، وقسوتهن أحياناً. ومن غير شر يا روز(رئيسة المضيفات السابقة) وجعلك يا كمال جارة ابليس بالنار.
كانت دورات المياة مزحومة طوال الرحلة، وحينما كنا في مسقط توقف الماء لوقوف الطائرة. أخبرني أحد الواقفين بهذا، وهو رجل وسيم الوجه لكنه رث الهيئة ككل الهنود تقريباً، وكان يبدو مسلماً. شيعتني وأنا أعود إلى مكاني بضعة ضحكات، هندوسية على ما يبدو. يبدو أنهم لا خلاف لديهم حول وجود الماء من عدمه.
مرت الرحلة عموماً، بعدما اصطدمت وكمال بخصوص الطعام وحله وحرامه، وأخبرتها بأني لا أثق بها بعدما أثبتت وقاحتها، وبعدما لم أنسها من تكشيرة خرجت من القلب حين الخروج، ولا أتذكر أن تكشيرة خرجت من قلبي من قبل.
في مطار كاليكوت، كنت أتوقع الأسوأ، ولكني وجدت مسار سهل للأجانب، فيه هنديتين لا يتحدثن الانجليزية، لكنهن مبتسمات. سهلن أمورنا جيداً، وكن يتوقع مالاً بعدما انتهى كل شيء. لم أفهم بسرعة. أعطيتها 50 ربية، لم تعجبها، كم تريدين؟ قالت بقدر ما تريد. ثم قالت:500 ربية. اعطيتها 150، ما يوازي 15 ًريال تقريباً، وأنا غير راض عن الفعل.
ساعدني بعض الطيبين على نحو فاجئني بإخراج حقائبي من السير المتحرك، وكان بعضهم يتحدث العربية جيداً. وتبسمت لي بشدة عجوز طاعنة مع زوجها الشيخ، وكانوا قد غادروا الرياض معنا.
في الخارج التقيت السائق، ومضينا. كان غاضب على ما يبدو لتأخر الرحلة، ولأني لم أخبره بتوقفها في عمان. ولماذا يهتم بتوقفها في عمان في حين أني أعطيته موعد وصولنا على التذكرة؟ حيث أخبرته من الرياض عن تأخر الرحلة لمدة ساعة.
الان أنا في كوتاكال، حيث نعالج لدى طبيب في مركز بسيط هنا. يوجد الكثير من أهل الخليج لنفس السبب، وهذا شيء مريح.
الطعام صعب هنا جداً، خصوصاً أننا لم ننتقل بعد إلى السكن بالمركز، ولا نستطيع تحضير طعامنا بأنفسنا. لا يفهمون الناس هنا وجود طعام بالعالم بلا فلفل. ولا يعرفون الخبز كما تعرفه، سوا أن التوست وخلافه يتواجد، لا يوجد معلبات، ولا جبن (أهم شيء بالنسبة لي) ولا ماء بارد حقاً، ولا زبدة فول سوداني، أو زبدة، أو زبادي، أو أي شيء. بقالاتهم فقيرة نسبياً، وأحياناً لا تحتوي على ثلاجة. كدنا أن نموت من الفلفل حينما طلبت من مطعم، حرصتهم على عدم وضع فلفل.
ربما الوضع في كاليكوت أفضل، لكن ما الفائدة.
حاولت التواصل مع القنصلية في مومبي، وهي أقرب من السفارة في نيودلهي. لكنهم لا يجيبون، منذ الصباح وحتى الظهر. يحولني السنترال الهندي إلى شئون الرعايا، ولكنهم لا يجيبون، بينما يجيب شخص من شئون الرعايا في السفارة مباشرة، وهو متعاون جداً، حجازي على ما يبدو. يا إلهي، لماذا لم تكن السفارة أقرب إلينا من هؤلاء المهملين؟ لا بارك الله فيهم. أعطاني موظف السفارة اسمين، محمد مرعبة وعبدالمنعم المحمود، عبدالمنعم مجاز أو شيء من هذا القبيل، بينما الآخر لا يجيب، ولم يتم تحويلي إلى مكتب القنصل. هل هي توجيهات القنصل؟ حسبي الله ونعم الوكيل. سأنتظر قليلاً وأتصل، ثم إذا لم يحدث شيء سأحاول أن أحصل على مساعدة السفارة، رغم أنها لا تتعامل مع المراكز هنا كما قيل لي. غرضي هو الحصول على مساعدة فيما يخص مصادقة التقارير بأسرع وقت ممكن. كنت سأترك المهمة للمركز الذي نعالج لديه، ولكن أخبرني صديق أخي بالرياض بأنهم لا يصادقونها بالفعل، فهو منذ سنة لم يحصل على شيء منهم. لهذا قررت الاهتمام بالأمر بنفسي. أتمنى أن لا أضطر للسفار إلى مومبي وأترك أهلي هنا. لماذا الاستهانة بحاجات السعوديين هكذا من قبل القنصلية؟ أناس في بلد غريب ليس لديهم أحد، وهؤلاء يقبضون الرواتب والبدلات لمساعدتهم.
يا للإحباط.
كما أن أهل المركز غير منظمين، وسخفاء، ويتصرفون أحياناً وكأنها جمعية خيرية، وليس شيء مدفوع بالكامل.
حصل لي إشكال معهم، حينما قال أحدهم يتبجح بأنهم يحافظون على وعودهم، فأخبرته بأنه لم يحافظ على وعده فعلاً. فاختلق مشكلة. كان شيء سخيف، حتى الدكتور مدير المركز تدخل بالأمر. لاحقاً اعتذر الرجل وصافحني، لكني لم أجب بكلمه. وصار يتبسم حينما يراني او يسلم، لكني لا أتجاوب. لكن لأجل أمي، أعطيناه هدية، حتى لا يسيء للأمور فهو نمس.
لاحقاً استدعاني لتسجيل وجودنا لديهم، فحكومتهم تحب جمع الأوراق. وصار يتكلم ويتكلم ويلطف الأجواء. شعرت بالضيق لاضطراري لمسايرته في بعض اللحظات. كرهت المكان بأكمله، وشعرت بان اعتذاره لا يعنيني بشيء.
يوجد العديد من الخليجيين، وهذا شيء مريح ومطمئن في مثل هذه الأوضاع. أشعرني هذا بالاطمئنان حينما لم تسر الأمور على ما يرام في البداية. ولم يقصروا فعلاً بالنصائح القيمة والاهتمام. جزاهم الله خيراً. لكن أحزنني وضع بعضهم. السعوديين يجتمعون كل يوم بالمساء، الرجال، ليشربوا الشاي ويتعشوا، لكن الخليجيين عموماً لا يأتون. يوجد كويتيين جدد، تقريباً وصلوا معي، يأتون إلى الجلسة، ويوجد بحريني طيب يأتي، لكن الآخرين لا يأتون بشكل غريب.
نزلت أمس وجلست معهم قليلاً، وقد اخذت ابنة اختي معي، واجلستها في حجري. خسارة لم يأتي مؤيد ليراها، وهو طفل مريض شفاه الله، لكنه مهتم برؤية كل الفتيات!! كانوا لطفاء. تكلمنا حول عدة أمور، ثم أخذت البنت إلى أعلى وتعشينا. من الجيد أننا نطهو طعامنا الآن، حيث مكثنا بالفندق 5 أيام عسيرة. طرق الباب بعد قليل علينا أحد الصبية الذين كانوا بالجلسة، وسألني إن كان يمكن لأخته القدوم إلينا للعب مع ابنة اختي؟ جائت بعد قليل، وهي نكتة غير عادية. اسمها اميرة، من قرية بالمنطقة الشرقية، وهي تتكلم بلا سكوت. صارت تأتي كلما أرادت، حيث يعجبها الشاي بالحليب لدينا. تتكلم وتتكلم،وتعطي أفكار غريبة مضحكة؛ نصحت اختي بعدم استقدام الخادمات…"الكويتيات"!!. فهن كيادات، ويضربن الأطفال، ولا حول ولا قوة إلا بالله. وحكت لنا عن تجاربهم مع الخادمات الكويتيات، وبالكاد تماسكت عن الضحك حتى خرجت وابتعدت فانفجرت.
أما أخوها، وهو صبي ربما في الثالثة أو الثانية عشر، فهو مفتون بي بشكل غريب. لست أرغب بالعشاء مع الجماعة، يكفيني الجلوس قليلاً ثم الذهاب، فأنا أفضل العشاء مع أهلي. مع ذلك، يأتي كثيراً لدعوتي للعشاء، ويهددني بزعله مني. وكانت أكبر تهديداته حينما جاء دورهم بالتكفل بالعشاء. نزلت أمس قبل العشاء بكثير، وجلست معهم ومعي الطفلة. أخبره والده بأن يحضر الكاميرا لتسجيل الذكرى بما أنه دورهم اليوم، وتصوير الرجال، فقال الصبي بأن أول من سيصوره هو أنا. نظر إلي والده مبتسماً. لم يكن هناك مناص من التصوير. جلس معي على العشاء وحدثني عن الكثير من الأمور، وقطع اللحم للموجودين كلهم، أحدهم أكبر من والده. بعد العشاء، جاء الصبي ليأخذ رقم جوالي في السعودية، وأخذه، ثم جاء ليخبرني بأن أشغل شريحتي السعودية لأن والده سيتصل، شغلتها، ولكنه جاء لاحقاً وقال أنها مقفلة، وأن والده يقول بأن أشغلها في السعودية. طلبت رقم والده بالمقابل.
في الخارج، يصعب التواصل عموماً، فأكثر الناس لا يجيدون لغة أخرى. لكن صادقني أهل بقالة قريبة، وجدوني شيء غريب على ما يبدو. وقد اشترى لي والدهم شاي تقليدي كضيافة. وفي بقالة أخرى صار بامكاني الشراء بالدين حيث عرض علي صاحبها ذلك، لكني لم افعل، رغم تقديري لعرضه.
شغلت جهاز الموسيقى الذي احضرته معي، غنت وعد:يا أحلاهم. كم أحب هذه الأغنية بصوتها وإحساسها. تقول الاغنية:
يا أحلاهم.
تلفت صوبي وطالع فيا يا محبوبي يا أحلاهم.
والا عامل حالك يعني مو شايفني يا أحلاهم.
أدري انك تدري اني ميت فيك.
وأدري انك تدري اني ذايب فيك.
خف شويا وطالع فيا.
ياللي تدري اني اعانيك.
تلفت صوبي وطالع فيها يا محبوبي.
لا تمثل يا حياتي ان بالك مو معاي.
ويا اصحابك تسولف..
يعني مو سامع نداي؟.
أدري انك تدري اني ميت فيك.
وأدري انك تدري اني ذايب فيك.
خف شويا وطالع فيا.
ياللي تدري اني اعانيك.
تلفت صوبي وطالع فيها يا محبوبي.
التفت لي يا حياتي.
حن لي يا قسوتك.
نظرتك ياهي وحشتني.
وابتسامة نظرتك.
أدري انك تدري اني ميت فيك.
وأدري انك تدري اني ذايب فيك.
خف شويا وطالع فيا.
ياللي تدري اني اعانيك.
تلفت صوبي وطالع فيها يا محبوبي.
انتهت
احب هذه الغنية لتعلقها بالنظرات كثيراً. غموض النظرات وما تعبر عنه، وما تفضحه، أيا كان، كثيراً ما اثار اهتمامي، وغير الكثير في حياتي.
نظرات متفحصة، فضولية، غير مرتاحة، حاقدة رغم الابتسامة، ومحبة رغم الجفاء.
الآن اكملت اسبوعاً في الهند، وقد تدبرت إرسال الأوراق المطلوبة للتصديق عبر مكتب، حسب توجيهات القنصلية.
أسأل الله أن يسارع بالأيام على خير، ويعيدني إلى الوطن. لماذا لم يكن العلاج في القصيم أو الدمام أو جده او أبها؟ أي مكان بالوطن، حتى سدير قد تكون أفضل على ما أعتقد.
تكونت في ذراعي بقعة حمراء خفيفة، لكنها تسبب حكة شديدة، واعتقد انها قاسية بعض الشيء. استخدمت مرهم اعطي لنفس السبب لابنة اختي، وقد اخفى الحكة مباشرة، وإن لم يختفي اللون. رائحة المرهم تشبه رائحة الودكه (شحم مذاب). يع.
أكثر الأشياء متعة هنا هو التكتك، وهي وسيلة تنقل بسيطة. مثل سيارة صغيرة بثلاث عجلات، أو دباب بثلاث عجلات مغطى بهيكل، بمقعد بالخلف يتسع لثلاثة. القيادة هنا متهورة عموماً، ويعجب المرء كيف لا يصطدمون. كون التكتك مكشوف من الجانب يجعل المخاطرة أكبر، فلا يوجد باب من جهة الركوب، إنما يوجد حاجز في الجهة الأخرى حيث نُجلس أمي. هل تعرفون الشعور الممتع بالخطر غير الحقيقي في بعض ألعاب الملاهي؟ هنا الشعور مثيل، سوا أن الخطر حقيقي. التنقل بالتكتك رخيص جداً، رغم اننا لا نحصل على اسعار الهنود. مشوار طويل نسبياً سيكلف ريال ونصف.
انشغلت كثيراً منذ أن اتيت، ولم أثن رجل كما نقول 90% من الوقت. لكن الأمور الآن أكثر استقراراً، والحمد لله.
شربت أمس كوكاكولا، مصنوع بالامارات، لأول مرة منذ جئت. لم يكن جيداً، ورغم سوئه في السعودية إلا أن كولا الامارات أسوأ. لا شيء مثل كولا برقر كنق. كنت قد ودعت العاملين في الفرع الذي ازوره كل يوم في ليلة السفر. وقد اهتموا كثيراً. منطقي، أزورهم كل يوم، واتكلم معهم، صرت فرد منهم، صاروا اصدقاء.
السفن اب هنا مضاف اليه نكهة القرفة. لكني لم أجد به طعم مختلف حينما تذوقته. ربما تذوقته على عجل.
لا شيء يسير دون تيسير الله. لكن هنا، أرجو أن يضاعف الله تيسيره كثيراً.
في النهاية، أرجو أن نجد النتيجة المرجوة بعون الله. في ذلك الحين، لن يهم أي من الضيق الذي مررنا به، سيكون لكل شيء مبرر.
دعواتكم، لكن الصادقة فقط.
سعد الحوشان.
أحدثكم الآن من الهند. حيث ذهبت لمرافقة أمي وابنة أختي مع أختي للعلاج بطب الايورفيدا القديم. نحن تحديداً في ولاية كيرلا. الأمور هنا لا بأس بها، والحمد لله على كل حال. ربما بدأت تستقر أحوالنا.
بدأت الأمور بشكل مقبول. فقد يسر الله سفرنا إلى حد بعيد. في المطار بالرياض، كانت الصفوف طويلة، جداً. كانوا جلهم هنود، حيث كنا سنسافر إلى الهند، وعبر الخطوط الهندية. ذهبت لسؤال شاب سعودي من موظفي الجوازات، وقال لي أن أذهب إلى فلان في الجهة المقابلة، وأخبره بأني قادم من طرفه. ذهبت، كان هناك اثنين، اعمارهم في الاربعينات، وأخبرتهم بما قال. وقف أحدهم، وهو ملتحي، من الرويجح أو الراجح، لست متأكداً، وسألني عن تفاصيل سفري، وطلب مني ترك أهلي ليستريحوا على الكراسي، وأحضر الحقائب التي يدفعها رجل إليه. حينما حضرت الحقائب، أخذ مني التذاكر، وتركنا صاحب الحقائب يستلمها من التفتيش عبر المكينة. هناك، سبقنا الصف، وشعرت بميزة أني سعودي في بلدي، أخيراً، وبكل صراحة. هناك، أعطى صاحب الخطوط، وهو هندي، تذاكري، وكلمه باسمه أن يضعنا معاً لأننا عائلة. جاء دور الحقائب، وشرح لي كيف اطابق الأرقام، علمت بأن جهلي وعدم خبرتي تبدو على وجهي، وتستجدي الشفقة. لم أمانع أبداً، فهذا هو الواقع، وحينما يكون معك عائلة، شخصين منها مرضى، وجلها أناث، فإنك تريد أي مساعدة وتبسيط. أنهى أموري سريعاً جداً، وكانت هذه مفاجئة سارة. حين أردت أن أدفع لصاحب العربة، لم أجد فكة تكفي، وكانت غالب أموالي ربيات. فقام الرجل الملتحي بسحب ريالين من صاحب العربة، حيث أعطيته سبعة، وأضافة خمسة إلى الخمسة التي أعطيته. حاولت أن أثنيه، ولكنه رفض، يا له من موقف. شكرته، وطلب الدعاء، فجزاه الله خيراً. أتمنى أن يقيض لي الله التعرف إليه حينما أعود، وأخدمه. وجدنا مكاننا في الطائرة خلف الحاجز بين الدرجة السياحية والأولى. هذا يعني مساحة كبيرة لتمديد أرجلنا، وهذا أمر ضروري جداً لأمي. أخشى أني في العودة لن أتمكن من توفير نفس الظروف. طائرتهم ضيقة، ومقاعدها غير مريحة. كنا سنتوجه إلى مسقط، ومن هناك إلى كاليكوت. لم أرى مسقط، ولم أرى كاليكوت فعلياً، لكني أثق بأن مسقط أفضل للعيش. كان صديقي سيد، وهو محاضر هندي، قد أخبرني أن الخطوط الهندية سيئة في ليلة السفر، لكن لم يكن هناك مناص عنها، فهي الوحيدة الشاغرة في أقرب فرصة. قال لي أن المضيفات كريهات فيها، وأنهم عموماً لا يوظفون إلا نساء فوق الأربعين لهذه الوظيفة. عموماً، أشعرتني ملاحظة عمر المضيفات بالارتياح، فهذا ربما سيجعلهن أكثر رزانة واحتشام بالتحرك. لاحظت مباشرة أن المضيفات غير احترافيات تماماً بالبداية. وأنهن قد يحتجن إلى بعض الإصرار للاستماع. كن هندوسيات كبيرات بالعمر بالفعل. شعرت بالضيق بالبداية لخوفي من عدم تقديرهن لظروفنا الخاصة. لكن يا لها من مفاجئة، حينما أطلعتهن على ظروفنا تفهمن، وساعدننا كثيراً. كن ودودات، ومتفهمات، لكن على نحو عفوي، وليس على النحو المصطنع عموماً لدى أهل المهن المثيلة. أراحت إحداهن مرتبة ابنة أختي إلى الخلف دون طلب، حينما رأتها نائمة، وزادتها وسادة بحنان. لم نكن السعوديين الوحيدين على الطائرة، كان خلفنا تماماً بضعة رجال كبار، يكبحون جماح الكلام الرديء بوضوح، لكنهم أزعجونا كثيراً بسلوكهم المراهق.
للأسف، تم اسبدال طاقم المضيفات في مسقط، وجائت حيزبون تدعى كمال، وظهرت البطون من تحت الساري وقد كانت مستورة(ويا ليتها ما ظهرت، كان بطن كمال يتدلى فعلياً كقطرة كبيرة حينما تنحني)، ووزعت الخمور بعد ذلك، وابتدأت المعاناة مع تجاهل واستهتار المضيفات، وقسوتهن أحياناً. ومن غير شر يا روز(رئيسة المضيفات السابقة) وجعلك يا كمال جارة ابليس بالنار.
كانت دورات المياة مزحومة طوال الرحلة، وحينما كنا في مسقط توقف الماء لوقوف الطائرة. أخبرني أحد الواقفين بهذا، وهو رجل وسيم الوجه لكنه رث الهيئة ككل الهنود تقريباً، وكان يبدو مسلماً. شيعتني وأنا أعود إلى مكاني بضعة ضحكات، هندوسية على ما يبدو. يبدو أنهم لا خلاف لديهم حول وجود الماء من عدمه.
مرت الرحلة عموماً، بعدما اصطدمت وكمال بخصوص الطعام وحله وحرامه، وأخبرتها بأني لا أثق بها بعدما أثبتت وقاحتها، وبعدما لم أنسها من تكشيرة خرجت من القلب حين الخروج، ولا أتذكر أن تكشيرة خرجت من قلبي من قبل.
في مطار كاليكوت، كنت أتوقع الأسوأ، ولكني وجدت مسار سهل للأجانب، فيه هنديتين لا يتحدثن الانجليزية، لكنهن مبتسمات. سهلن أمورنا جيداً، وكن يتوقع مالاً بعدما انتهى كل شيء. لم أفهم بسرعة. أعطيتها 50 ربية، لم تعجبها، كم تريدين؟ قالت بقدر ما تريد. ثم قالت:500 ربية. اعطيتها 150، ما يوازي 15 ًريال تقريباً، وأنا غير راض عن الفعل.
ساعدني بعض الطيبين على نحو فاجئني بإخراج حقائبي من السير المتحرك، وكان بعضهم يتحدث العربية جيداً. وتبسمت لي بشدة عجوز طاعنة مع زوجها الشيخ، وكانوا قد غادروا الرياض معنا.
في الخارج التقيت السائق، ومضينا. كان غاضب على ما يبدو لتأخر الرحلة، ولأني لم أخبره بتوقفها في عمان. ولماذا يهتم بتوقفها في عمان في حين أني أعطيته موعد وصولنا على التذكرة؟ حيث أخبرته من الرياض عن تأخر الرحلة لمدة ساعة.
الان أنا في كوتاكال، حيث نعالج لدى طبيب في مركز بسيط هنا. يوجد الكثير من أهل الخليج لنفس السبب، وهذا شيء مريح.
الطعام صعب هنا جداً، خصوصاً أننا لم ننتقل بعد إلى السكن بالمركز، ولا نستطيع تحضير طعامنا بأنفسنا. لا يفهمون الناس هنا وجود طعام بالعالم بلا فلفل. ولا يعرفون الخبز كما تعرفه، سوا أن التوست وخلافه يتواجد، لا يوجد معلبات، ولا جبن (أهم شيء بالنسبة لي) ولا ماء بارد حقاً، ولا زبدة فول سوداني، أو زبدة، أو زبادي، أو أي شيء. بقالاتهم فقيرة نسبياً، وأحياناً لا تحتوي على ثلاجة. كدنا أن نموت من الفلفل حينما طلبت من مطعم، حرصتهم على عدم وضع فلفل.
ربما الوضع في كاليكوت أفضل، لكن ما الفائدة.
حاولت التواصل مع القنصلية في مومبي، وهي أقرب من السفارة في نيودلهي. لكنهم لا يجيبون، منذ الصباح وحتى الظهر. يحولني السنترال الهندي إلى شئون الرعايا، ولكنهم لا يجيبون، بينما يجيب شخص من شئون الرعايا في السفارة مباشرة، وهو متعاون جداً، حجازي على ما يبدو. يا إلهي، لماذا لم تكن السفارة أقرب إلينا من هؤلاء المهملين؟ لا بارك الله فيهم. أعطاني موظف السفارة اسمين، محمد مرعبة وعبدالمنعم المحمود، عبدالمنعم مجاز أو شيء من هذا القبيل، بينما الآخر لا يجيب، ولم يتم تحويلي إلى مكتب القنصل. هل هي توجيهات القنصل؟ حسبي الله ونعم الوكيل. سأنتظر قليلاً وأتصل، ثم إذا لم يحدث شيء سأحاول أن أحصل على مساعدة السفارة، رغم أنها لا تتعامل مع المراكز هنا كما قيل لي. غرضي هو الحصول على مساعدة فيما يخص مصادقة التقارير بأسرع وقت ممكن. كنت سأترك المهمة للمركز الذي نعالج لديه، ولكن أخبرني صديق أخي بالرياض بأنهم لا يصادقونها بالفعل، فهو منذ سنة لم يحصل على شيء منهم. لهذا قررت الاهتمام بالأمر بنفسي. أتمنى أن لا أضطر للسفار إلى مومبي وأترك أهلي هنا. لماذا الاستهانة بحاجات السعوديين هكذا من قبل القنصلية؟ أناس في بلد غريب ليس لديهم أحد، وهؤلاء يقبضون الرواتب والبدلات لمساعدتهم.
يا للإحباط.
كما أن أهل المركز غير منظمين، وسخفاء، ويتصرفون أحياناً وكأنها جمعية خيرية، وليس شيء مدفوع بالكامل.
حصل لي إشكال معهم، حينما قال أحدهم يتبجح بأنهم يحافظون على وعودهم، فأخبرته بأنه لم يحافظ على وعده فعلاً. فاختلق مشكلة. كان شيء سخيف، حتى الدكتور مدير المركز تدخل بالأمر. لاحقاً اعتذر الرجل وصافحني، لكني لم أجب بكلمه. وصار يتبسم حينما يراني او يسلم، لكني لا أتجاوب. لكن لأجل أمي، أعطيناه هدية، حتى لا يسيء للأمور فهو نمس.
لاحقاً استدعاني لتسجيل وجودنا لديهم، فحكومتهم تحب جمع الأوراق. وصار يتكلم ويتكلم ويلطف الأجواء. شعرت بالضيق لاضطراري لمسايرته في بعض اللحظات. كرهت المكان بأكمله، وشعرت بان اعتذاره لا يعنيني بشيء.
يوجد العديد من الخليجيين، وهذا شيء مريح ومطمئن في مثل هذه الأوضاع. أشعرني هذا بالاطمئنان حينما لم تسر الأمور على ما يرام في البداية. ولم يقصروا فعلاً بالنصائح القيمة والاهتمام. جزاهم الله خيراً. لكن أحزنني وضع بعضهم. السعوديين يجتمعون كل يوم بالمساء، الرجال، ليشربوا الشاي ويتعشوا، لكن الخليجيين عموماً لا يأتون. يوجد كويتيين جدد، تقريباً وصلوا معي، يأتون إلى الجلسة، ويوجد بحريني طيب يأتي، لكن الآخرين لا يأتون بشكل غريب.
نزلت أمس وجلست معهم قليلاً، وقد اخذت ابنة اختي معي، واجلستها في حجري. خسارة لم يأتي مؤيد ليراها، وهو طفل مريض شفاه الله، لكنه مهتم برؤية كل الفتيات!! كانوا لطفاء. تكلمنا حول عدة أمور، ثم أخذت البنت إلى أعلى وتعشينا. من الجيد أننا نطهو طعامنا الآن، حيث مكثنا بالفندق 5 أيام عسيرة. طرق الباب بعد قليل علينا أحد الصبية الذين كانوا بالجلسة، وسألني إن كان يمكن لأخته القدوم إلينا للعب مع ابنة اختي؟ جائت بعد قليل، وهي نكتة غير عادية. اسمها اميرة، من قرية بالمنطقة الشرقية، وهي تتكلم بلا سكوت. صارت تأتي كلما أرادت، حيث يعجبها الشاي بالحليب لدينا. تتكلم وتتكلم،وتعطي أفكار غريبة مضحكة؛ نصحت اختي بعدم استقدام الخادمات…"الكويتيات"!!. فهن كيادات، ويضربن الأطفال، ولا حول ولا قوة إلا بالله. وحكت لنا عن تجاربهم مع الخادمات الكويتيات، وبالكاد تماسكت عن الضحك حتى خرجت وابتعدت فانفجرت.
أما أخوها، وهو صبي ربما في الثالثة أو الثانية عشر، فهو مفتون بي بشكل غريب. لست أرغب بالعشاء مع الجماعة، يكفيني الجلوس قليلاً ثم الذهاب، فأنا أفضل العشاء مع أهلي. مع ذلك، يأتي كثيراً لدعوتي للعشاء، ويهددني بزعله مني. وكانت أكبر تهديداته حينما جاء دورهم بالتكفل بالعشاء. نزلت أمس قبل العشاء بكثير، وجلست معهم ومعي الطفلة. أخبره والده بأن يحضر الكاميرا لتسجيل الذكرى بما أنه دورهم اليوم، وتصوير الرجال، فقال الصبي بأن أول من سيصوره هو أنا. نظر إلي والده مبتسماً. لم يكن هناك مناص من التصوير. جلس معي على العشاء وحدثني عن الكثير من الأمور، وقطع اللحم للموجودين كلهم، أحدهم أكبر من والده. بعد العشاء، جاء الصبي ليأخذ رقم جوالي في السعودية، وأخذه، ثم جاء ليخبرني بأن أشغل شريحتي السعودية لأن والده سيتصل، شغلتها، ولكنه جاء لاحقاً وقال أنها مقفلة، وأن والده يقول بأن أشغلها في السعودية. طلبت رقم والده بالمقابل.
في الخارج، يصعب التواصل عموماً، فأكثر الناس لا يجيدون لغة أخرى. لكن صادقني أهل بقالة قريبة، وجدوني شيء غريب على ما يبدو. وقد اشترى لي والدهم شاي تقليدي كضيافة. وفي بقالة أخرى صار بامكاني الشراء بالدين حيث عرض علي صاحبها ذلك، لكني لم افعل، رغم تقديري لعرضه.
شغلت جهاز الموسيقى الذي احضرته معي، غنت وعد:يا أحلاهم. كم أحب هذه الأغنية بصوتها وإحساسها. تقول الاغنية:
يا أحلاهم.
تلفت صوبي وطالع فيا يا محبوبي يا أحلاهم.
والا عامل حالك يعني مو شايفني يا أحلاهم.
أدري انك تدري اني ميت فيك.
وأدري انك تدري اني ذايب فيك.
خف شويا وطالع فيا.
ياللي تدري اني اعانيك.
تلفت صوبي وطالع فيها يا محبوبي.
لا تمثل يا حياتي ان بالك مو معاي.
ويا اصحابك تسولف..
يعني مو سامع نداي؟.
أدري انك تدري اني ميت فيك.
وأدري انك تدري اني ذايب فيك.
خف شويا وطالع فيا.
ياللي تدري اني اعانيك.
تلفت صوبي وطالع فيها يا محبوبي.
التفت لي يا حياتي.
حن لي يا قسوتك.
نظرتك ياهي وحشتني.
وابتسامة نظرتك.
أدري انك تدري اني ميت فيك.
وأدري انك تدري اني ذايب فيك.
خف شويا وطالع فيا.
ياللي تدري اني اعانيك.
تلفت صوبي وطالع فيها يا محبوبي.
انتهت
احب هذه الغنية لتعلقها بالنظرات كثيراً. غموض النظرات وما تعبر عنه، وما تفضحه، أيا كان، كثيراً ما اثار اهتمامي، وغير الكثير في حياتي.
نظرات متفحصة، فضولية، غير مرتاحة، حاقدة رغم الابتسامة، ومحبة رغم الجفاء.
الآن اكملت اسبوعاً في الهند، وقد تدبرت إرسال الأوراق المطلوبة للتصديق عبر مكتب، حسب توجيهات القنصلية.
أسأل الله أن يسارع بالأيام على خير، ويعيدني إلى الوطن. لماذا لم يكن العلاج في القصيم أو الدمام أو جده او أبها؟ أي مكان بالوطن، حتى سدير قد تكون أفضل على ما أعتقد.
تكونت في ذراعي بقعة حمراء خفيفة، لكنها تسبب حكة شديدة، واعتقد انها قاسية بعض الشيء. استخدمت مرهم اعطي لنفس السبب لابنة اختي، وقد اخفى الحكة مباشرة، وإن لم يختفي اللون. رائحة المرهم تشبه رائحة الودكه (شحم مذاب). يع.
أكثر الأشياء متعة هنا هو التكتك، وهي وسيلة تنقل بسيطة. مثل سيارة صغيرة بثلاث عجلات، أو دباب بثلاث عجلات مغطى بهيكل، بمقعد بالخلف يتسع لثلاثة. القيادة هنا متهورة عموماً، ويعجب المرء كيف لا يصطدمون. كون التكتك مكشوف من الجانب يجعل المخاطرة أكبر، فلا يوجد باب من جهة الركوب، إنما يوجد حاجز في الجهة الأخرى حيث نُجلس أمي. هل تعرفون الشعور الممتع بالخطر غير الحقيقي في بعض ألعاب الملاهي؟ هنا الشعور مثيل، سوا أن الخطر حقيقي. التنقل بالتكتك رخيص جداً، رغم اننا لا نحصل على اسعار الهنود. مشوار طويل نسبياً سيكلف ريال ونصف.
انشغلت كثيراً منذ أن اتيت، ولم أثن رجل كما نقول 90% من الوقت. لكن الأمور الآن أكثر استقراراً، والحمد لله.
شربت أمس كوكاكولا، مصنوع بالامارات، لأول مرة منذ جئت. لم يكن جيداً، ورغم سوئه في السعودية إلا أن كولا الامارات أسوأ. لا شيء مثل كولا برقر كنق. كنت قد ودعت العاملين في الفرع الذي ازوره كل يوم في ليلة السفر. وقد اهتموا كثيراً. منطقي، أزورهم كل يوم، واتكلم معهم، صرت فرد منهم، صاروا اصدقاء.
السفن اب هنا مضاف اليه نكهة القرفة. لكني لم أجد به طعم مختلف حينما تذوقته. ربما تذوقته على عجل.
لا شيء يسير دون تيسير الله. لكن هنا، أرجو أن يضاعف الله تيسيره كثيراً.
في النهاية، أرجو أن نجد النتيجة المرجوة بعون الله. في ذلك الحين، لن يهم أي من الضيق الذي مررنا به، سيكون لكل شيء مبرر.
دعواتكم، لكن الصادقة فقط.
سعد الحوشان.
يعطيك ألف عافية .. والله يسرها لك ويشفيلك الوالدة وترجعو على البلد بخير وسلامة ..
ردحذفDony
في مطار الملك خالد~
ردحذفجميل أن تأتي الامور بعكس المتوقع من ناحية إيجابية
~
أعتقد يجب على من يتعامل معك مراعاة عدم الخطأ أخي سعد ،مما تكتب أشعر بأنك لا تسامح من يخطئ بحقك بسهولة
~
تبدو الحياة بسيطة جداً هناك ، لكن أعتقد بأن الأمر في النهاية يعود إلى المنطقة نفسها من البلد.
~
أسأل الله أن يحقق ما ذهبتم من أجله في أقرب وقت..ويسهل كل اموركم..
~
أمك وبنت أختك ما يشوفون شر إن شاء الله
طمئنا عليهما في أقرب وقت
موفق
شذا
الأخ DONY
ردحذفجزاك الله خير وسمع منك. نحتاج إلى دعاء الجميع بالتيسير والشفاء.
شكراً على مرورك عزيزي.
الأخت شذا
فعلاً، حينما تكون الأمور ايجابية على نحو غير متوقع، فهي تعيد أمل يحسبه المرء غير موجود أصلاً.
بالنسبة لمسألة الخطأ، يا الله، الأمر فعلاً يعتمد على الشخص والموقف أخت شذا. يمكنني أحياناً أن أكون عنيداً، لكن في بعض المواقف لا خلاف لدي بقبول الاعتذار والمسامحة. لدي استعداد بالمسامحة حول أمور أشد وطأة مما يمكنك تخيله، أو يمكن لأي أحد آخر تخيله، باستثناء صاحب الخطأ، لو حصلت على اعتذار فقط، لأجل الشخص نفسه. الأمر يعتمد فعلاً، وهو ليس دائماً بنفس الطريقة، أو نفس السيناريو.
عموماً، الأمور الآن مع من حدثت بيني وبينهم مشكلة على ما يرام، وقد سمحت تدريجياً بإعادة الأمور إلى طبيعتها.
الحياة هنا ليست بسيطة تماماً، أو ربما نحن نجلب تعقيد حياتنا معنا. لكن الأمور في تحسن، والحمد لله.
يوجد اناس طيبون جداً وبسطاء، ويوجد أناس يصعبون الحياة.
يوجد مشكلة بتوفر بعض السلع. تخيلي لا يوجد حليب بودر إلا فيما ندر؟ ولم أجد زبادي رغم أنه معروف في كل مكان بالعالم؟ ولا يوجد معلبات؟
شكرا على مرورك أخت شذا.
السلام عليكم أخ سعد .. أسأل الله أن يعافي و يشفي مرضاكم و يسهل لكم أموركم و يعيدكم للوطن سالمين .
ردحذفهذا حال السفارات و القنصليات السعودية بالخارج للأسف ، أخر همهم هو خدمة المواطنين و تسهيل أمورهم ببلد غريب و كأنه لا علاقة لهم بنا أو أننا لسنا إخوانهم في الإسلام و أنا ببريطانيا أعاني الأمرين منهم .
سهل الله دربك و عودا حميدا بإذن الله ..
الله يعينكـ اخي والله كسرت خاطري جربت الغربه شييينه
ردحذفعاد تصدق كنت اتمنى ازور الهند على مدح صديقاتي بس انت غيرت الفكره حيييل
اسأل الله ان يشفي مرضاكم ولا يردكم خائبين
و يرجعكم سالمين غانمين :)
الأخ photon
ردحذفجزاك الله خيراً على دعائك، ووفقك وعافاك واعادك للوطن سالماً غانماً.
أعتقد أن الأمر يرتبط بثقافة الموظفين. ما تجده من تسيب في البلد، ينتقل مع الموظفين إلى السفارات والملحقيات.
بيد أني أعتقد أن بعض السفارات أفضل من بعضها. قرأت للأخت بتول في مدونة btltl.com تجربتهم حين القدوم مع الملحقية الثقافية في واشنطن. وكانت جيدة، وهي قد جربت الأمر في بريطانيا سابقاً مثلك.
كذلك، السفارة في نيو دلهي كانت تجيب بسرعة، والموظف المسئول عن الرعايا متعاون جزاه الله خيراً. لكن المشكلة كانت في القنصلية في مومبي.
الاخت ميشو.
فعلاً الغربة شينة. لاسيما حينما لا يكون الأمر سياحة بلا هموم أو التزامات كبيرة.
لا تتخيلي بأن الهند قبيحة أو سيئة لأني متضايق. بالعكس، حكمي لا يؤخذ به حول الهند بأكملها، فهي قارة يا أختي، وأنا في قرية صغيرة، ولا وقت لدي للخروج للتنزه، ولا قدرة لأهلي بسبب تعبهم والتزامهم بالعلاج.
أتخيل بأن الهند ستكون مختلفة لو جئتها سائحاً، لأني سأذهب إلى أماكن مختلفة، وستكون الأمور ميسرة أكثر بعون الله.
جزاك الله خيراً على دعائك الطيب.
الحمدلله على سلامتكم
ردحذفماتشوف شر بنت أختك .. وإن شاءا لله نقرا في التدوينة الجاية إنكم راجعين الرياض وإنتو بألف صحة وعافية
عزيزي معاذ.
ردحذفأشكرك على اهتمامك. وجزاك الله خيراً.
لكن، ربما في التدوينة ما بعد القادمة، بقي 10 أيام. اعذروا هذري. سأنشر تدوينة جديدة الآن.
أتطلع إلى لقاءك بفارغ الصبر.